مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى نعمان ضو
 
 
 
1942/10/24
 

إلى الرفيق الشيخ نعمان ضو،
رفيقي العزيز،


تسلمت كتابك الأخير الـمؤرخ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الـحاضر ومعه مقالتك وقصيدة جديدة جيدة(1). وقد سررت بالاطمئنان عنك وعن عائلتك الـمصونة. لا أستغرب حصول بعض الهواجس لك، فإنّ الروابط الروحية الـموجودة بيننا من مدة التي تزداد توثقاً مع الأيام وبالاختبارات الـمشتركة تـجعل شعورنا الـمشترك ينمو ويشتد.


إنّ أمر الطبيب محمود وشركائه قد وقف، فيما يختص بي، عند الـحد الذي ذكرته لك في كتابي السابق. أما فيما يتعلق بالدكتور محمود نفسه فهو يزداد تورطاً، الأمر الذي يدل على ضعف رأيه وانحلال عزيـمته. 

 

وآخر ما بلغني عنه أنه تشاجر للمرة الثانية مع «الـمهندس» وانسحب وذهب إلى منزله على أن لا يعود. ولكن «اـلمهندس» الأحول دبّر الـمسألة وأرسل شريكه الطبيب ليسترضي الطبيب محمود فرضِي وعاد إليهم ليستخدموه من جديد للنصب على النزالة السورية. أقول للنصب، بصريح العبارة، لأنّ هذا هو الواقع. والطبيب محمود يعرف ذلك ويزعم أنه كان يعرفه من الأول. وهذه الـمعرفة التي صرّح لي بها الدكتور محمود حين زارني تلك الزيارة برفقة فخرالدين دبدوب تـجعله تـحت مسؤولية معنوية كبيرة. فهو كاد يورطك أنت ويورطني أنا في عمل له عواقبه. لقد قال لي الدكتور محمود في الزيارة الـمذكورة: «إني كنت أعلم أنّ الـمسألة كلها تدجيل.

 

وقد سألني أنريكي (الأحول) والدكتور مويانو لـماذا لم أقل شيئاً، حين زرنا جبران مسوح. فقلت لهما إني لم أجد ما أقوله بعد الذي قلتماه.» ثم زاد مخاطباً إياي أمام فخرالدين «إني لم أشأ أن أقول شيئاً لأنّ وجدانـي منعني من تهويـر إبن وطني، لأني علمت أنّ الـمسألـة كلها كــذب ونفاق ولم يطاوعني ضميري على جرّ جبران مسوح إلى هذه الورطة.» هذا كلام الدكتور محمود بـمعناه الـحرفي تقريباً. فسمعت له ولم أناقشه ولم أسأله لـماذا اجتمع بك بعد زيارة جبران مسوح وحسّن لك نقل جبران مسوح إلى ذلك الـمصح الـخالي من الـمعدات والذي يقوم به دجالان، ولـماذا لم يصارحك الأمر، ولـماذا لم يصارحني أنا نفسي بعد ذلك، ولـماذا وضع نفسه واسطة ليسحب «الأحول» مني مالاً، وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي يـمكن توجيهها إلى الدكتور محمود بسبب تصرّفه.

 

وبعد أن وعدني الدكتور محمود في الزيارة الـمشار إليها بالاتصال بي دائماً للسير يداً واحدة في معالـجة الـموقف انقطع عن زيارتي وظلّ يراسلك ويراسل غيرك طالباً الـمساعدة لتحصيل شهادة مربوطة بوعود لا يعلم صحتها غير الله، ويشكّ فيها كثيراً الطبيب محمود نفسه. الـخلاصة إنّ تصرّف الطبيب محمود لم يكن مستقيماً كما كان يجب. ولا أظن أنه لا يزال منخدعاً «بأصدقائه» العروبييـن فهو يقول عنهم إنهم كذابون ودجالون. فالطبيب محمود ضعيف الإرادة وفاقد الثقة بنفسه وبكل شيء. وفخرالدين أيضاً كان وعد بالانضمام إلى الـحركة ووعد بزيارة قريبة صار يؤجلها الـمرّة بعد الـمرّة، وهو أيضاً ضحية وعود «الـمهندس».


كنت مسروراً جداً بسعيك للقدوم إلى بوينُس آيرس، وكم أود أن تتمكن من الـمجيء إلى هذه الـمدينة، لأنّ وجودك هنا كان يفيد كثيراً في أوساطها، فضلاً عن سرور الاستئناس بك.


أبشرك بانضمام السيد بشير علي خفاجة والسيد عيسى جبرين وغيرهما من خونيـن إلى الـحركة القومية الاجتماعية. والرفيق بشير علي خفاجة هو من الـمناصف على ما ذكر لي. وهو شهم وقد كتب إليّ. ونفوذه كبير في خونيـن ونواحيها فهو صاحب خط أمنيبوس بيـن مدينتيـن، وله شركة ومعامل توليد كهرباء.


في هذه العاصمة كان قد تعرّف إلى شخص يدعى السيد يوسف توبل [....] وهو محمدي من يبرود. وقد صار رئيساً للجمعية اليبرودية. أحب الفكرة [....] بنيّة حسنة وتردد إليّ ووعد بتهيئة الأمور في جمعيته لإحداث تطوير في الـموقف والاتـجاه. ولكني أشعر أنه فتر في الـمدة الأخيرة ولعل الـموسوسيـن تـمكنوا من التأثير عليه بعض التأثير، وسنرى ما يكون. الرجل أعجبني بصراحته ورجولته، وسأتأسف إذا تـمكنوا من إفساده.


الرفيق جبران مسوح يتحسن باطراد وقد كتب بضعة مقالات مؤخراً، وأظن أنه سيجيء إلى بوينُس آيرس قريباً، فيبقى نحو شهر، ثم يعود إلى توكومان، ويتردد بعد ذلك على هذه الـمدينة.


إذا أمكن السعي بإقامة حفلة غنائية في مندوسة أو أكثر من حفلة لتغنّي فدوى قربان فخابرني لنهيّئ منهاجاً، فتربح السيدة الـمذكورة ما تستحق، ويكون الريع للحركة القومية الاجتماعية. وإذا أمكنك أنت تعهّد ذلك يكون أفضل.


تلذذنا كثيراً بالعسل بشهده والزبيب والتيـن الذي أرسلته هدية فاقبل شكرنا. صفية ووالدتها بخير وصحة حسنة، وهما تشتركان معي في إهدائك وهند والعائلة السلام، ولتحيى سورية.

 

 

(1) مقالة «القضية القومية مقدسة يوحيها الفكر ويفرضها الواجب» نشرت في الزوبعة، العدد 55، 1942/10/15، والقصيدة «أهل الصفا العالي قلال» نشرت في العدد نفسه.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro