مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى جبران مسّوح
 
 
 
1943/5/17
 

إلى الرفيق جبران مسوح
توكومان
رفيقي العزيز،


إنّ عدد الزوبعة الـموجود الآن تـحت الطبع سيكون تاريخياً أكثر مـمّا ظُن في البدء. أظن أنّ أسطره كلها تقريباً ستكون من عملي. يوم الـخميس الـماضي نزلت إلى الـمطبعة وكنت هناك نحو الساعة العاشرة. كان الرفيق إسكندر [مسوح] سبقني وحمّى اللينتيب وبينما أنا أَهِمّ بالعمل اتصل سامرجي بالـمطبعة تلفونيّاً وطلب التكلم معي.

سألني إذا كان يقدر أن يجيء، قلت له الـماكنة جاهزة وإني سأباشر العمل، قال إنه يجيء بعد ساعة. ثم جاء قرب الظهر. كنت قد عملت شيئاً قليلاً وتأخرت بسبب خلل طرأ من عدم الاختبار، على الأرجح. وقد سررت به لأني أصلحته بنفسي وزدت اختباري. ولـما جاء سامرجي كنت متابعاً العمل وأريد أن أزيد تـمرني. فانتظر ثم أخذ يتململ فسلمته مكاني نحو الساعة الواحدة والنصف ولم يعمل إلا قليلاً حتى جرى توقف آخر للآلة فساعدت في اكتشافه وأنا الذي لاحظت موضع الـخلل فأصلحناه.

وجاء في هذا الوقت عامل لـجريدة كرواتية وكان يريد أن يعمل على الآلة لتصليح مسودات جريدته وصب أسطر ناقصة لها. هذا ليس وقته ولكن صاحب الـمطبعة أجاز ذلك نظراً للتأخر الذي جرى بسبب تغيير آلة الطبع ولأننا نحن متأخرون كثيراً. فقال سامرجي إنه سيذهب إلى البيت لأنه يذهب إلى العمل الساعة 18.00. قلت حسناً وأشرت عليه بالقدوم يوم الـجمعة فيعمل كل الوقت وكلفته الـمجيء باكراً. أما أنا فعدت نحو الساعة 18 فوجدت العامل الكرواتي قد فرغ فتسلمت موضعه وعملت حتى الساعة العشرين وأكملت نحو سبعيـن سطراً وكان عملي بطيئاً ومنتظماً.


في اليوم التالي، أي الـجمعة، نزلت إلى الـمطبعة وأنا عالم أنّ صاحب الـمطبعة سيعمل بنفسه في الصباح لـجريدته هو. فسألت عن سامرجي فقيل إنه لم يأتِ ولم يتكلم بالتلفون. فذهبت إلى ناشنل فايغر لأفحص عن لينتيب وغيره ثم عدت عند الظهر. لأخبر عن سامرجي. كنت خاطبت مركزه بالتلفون وتركت له خبراً وطلب حضوره الساعة الثالثة عشرة. ولكن لم يفد .


الساعة الثالثة عشرة سلمني صاحب الـمطبعة اللينتيب فعملت حتى الساعة السادسة مساءً وأكملت صب نحو 240 سطراً. هذا تقدم جيد. ولم يحدث خلل قط. وعاودت العمل الساعة العاشرة صباحاً من يوم السبت حتى الساعة الثالثة عشرة فأكملت نحو 150 سطراً. وإني أنتظر مجيء الـخميس القادم لأتابع العمل .سامرجي يظن أنه يحق له أن يغضب وأني سأضطر لـمراضاته. إنه غلطان. أنا أردت التمرن تلافياً لـما قد يحدث في الـمستقبل. فهو يعمل الآن في الشركة ليلاً وغداً قد تطلب منه الشركة العمل في النهار فلا يكون له الوقت الكافي للقيام بالواجب وأنا لا أريد الرجوع إلى الوراء. سأستغني عنه وأقوم بنفسي بـما يجب إلى أن يكون تـمرن إسكندر وصار يعتمد عليه. إنه لم يتمرن كثيراً حتى الآن لأنه يجب إصدار العدد أولاً. هو بطيء في التعلم واستعمال أصابعه على اللينتيب ويحتاج وقتاً أطول ليتعلم. مع ذلك سمحت له بصب بعض السطور وسأسمح له بالتمرن في فترة الظهر يوم الـخميس.


أعتقد أنه صار جاهزاً عندنا نحو صفحتيـن ونصف ويـمكن إكمال صفحتيـن يوم الـخميس والـجمعة الـمقبليـن ونطبع الأربع صفحات الأولى. ويـمكن إصدار العدد في أواخر هذا الشهر أو أوائل الشهر القادم ويكون 12 صفحة.


سررت بالأخبار الواردة في كتابيك الأخيرين الـمؤرخيـن في 12و14 مايو/أيار الـحاضر. إلا أني غير مقتنع بإمكان الاعتماد على وعود الرفيق ضرغام فارس بتأدية الواجب الإداري والقيام بـمهام وظيفته ولا أرى مندوحة عن تغييره. ويبدو لي أن أعيّـن الرفيق فوزي خزامي مديراً فهو شاب رصين يعرف الواجب ويشعر بالـمسؤولية. ولكني كنت أنتظر قدومك لأستطلع طلع الـحالة منك ولا أدري كم يطول غيابك.


مطبعة حيدر أصبحت في طور الإخفاق التام. وقد أخرج السيد أحمد عبود منها. وكان العمل حتى الآن إنفاق رأسمال وخسارة وقت. ويحتمل أو يرجح أن تُعرض الـمطبعة للبيع قريباً. توفيق بونادر وجّه سؤالاً إلى الرفيق جواد هو «هل يقبل الزعيم أن يشاركني في مطبعة؟ » ويظهر أنه واقف على حالة مطبعة حيدر وقرب انهيارها.


إني أرى فرصة مقبلة. وإذا أمكن انتهازها فهذه الـمطبعة ستكون لنا. إنهم قد أجروا فيها تـحسينات وأضافوا إليها آلات مينرفا ومقصات وأدوات أُخرى وصار ثمنها أكثر. ولكن إذا كان التقسيط جيداً ووجد من يشتري بعض الـماكنات التي لا تلزمنا في بادىء الأمر فقد يتيسّر العمل. أظن أنّ الأمر لا يطول حتى يرد شيء من أميركانية والـمكسيك. ومن البرازيل يـمكن ورود شيء فقد تسلمت منذ ثلاثة أيام برقية من [وليم] بحليس بأنه حاز رخصة بتصدير مجموعة أمهات سورية الـجديدة ويسألني في التصدير فأبرقت إليه أنّ العجلة في إرسال مال أكثر وأخبرته أنه صار عندنا مجموعة جسم 18.


إذا أكمل أهل كوردبة تبرعاتهم وجرى تبرع جدّي في سانتياغو فلا يبعد أن يتجمع مبلغ يساعد على شراء مطبعة.


ملوحي سافر بلا وداع. زارني أمس الرفيق ميكال ملحم.


أكرر وجوب التكتم تـجاه الـمشبوهيـن وتـحذير جميع الرفقاء منهم ومن إفشاء معلومات الاجتماعات إليهم.
أتـمنى أن تكون بخير. ولتحيى سورية.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro