مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ملحق رقم 3 مشروع تأهيل وتحديث حيّ الدباغات في مشغرة إعداد الطالبة غالية محمد نور الدين
 
 
 
ملخص تقرير أعدّ لنيل شهادة دبلوم دراسات عليا في الهندسة المعمارية من معهد الفنون الجميلة، الفرع الأول، قسم الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية- السنة السادسة 2004-2005
 

   

الـمقدمة:

 

تتمتع مشغرة بجمال ساحر يأخذ الألباب، وهواء لطيف يشفي العليل، وماء عذب يروي الغليل، وربـما كان لـموقعها دور بارز في جمالها الباعث على الارتياح، فهي تقع على سفح جبل لبنان الذي يعانق السماء، الـمكتظ بأشجار السنديان والـملول والـمكتسي بحلة ثلجية  تزين رأسه حتى منتصف فصل الصيف، ويحضنها من الـجهة الشرقية جبل مشغرة، ووقوعها بين هذين الـجبلين جعلها مـمراً طبيعياً للهواء الآتي من فتحتي جبل التومات لينعش ساكنيها بنسماتها الباردة العليلة، ولا نبالغ إذا قلنا أنها بغزارة مياهها وشلالاتها وبساتينها وكرومها وأشجارها الكثيرة والكبيرة والتي يقدر عمر بعضها بـمئات السنين، تعد جنة على الأرض وواحة خضراء على مدار السنة.

 

وهذه الـمزايا التي خصّها بها الـخالق والنعم الوافرة التي أغدقها عليها كانت سبباً في تألقها منذ القديم واتخاذها مركزاً سياسياً لأكثر من إمارة وزعامة.

 

فاعتدال طقسها وغزارة مياهها جعلها من أهم مراكز الدباغة في العالم العربي حيث أغرقت بـمنتوجاتها الكثير من الأسواق العربية والعالـمية بسبب جودة جلودها حيث ترتبط جودة الـجلود بنقاوة الـمياه وغزارتها وخاصة أن مياه مشغرة تـحتوي على كمية كبيرة من الـمعادن.

 

أما اليوم فلم تعد مشغرة كما كانت تتألق ازدهاراً فقد أضعفتها الأحداث والـحروب، أقفلت دباغاتها وهاجر أبنائها وأصبحت مشغرة بلدة منسية في أحضان البقاع.

 

 

لمحة تاريخية عن الدباغات

 

في لبنان

 

تعتبر الدباغة صناعة لبنانية قديـمة تعود في نشأتها إلى منتصف القرن التاسع عشر الـميلادي حيث امتد سوق الدباغين في بيروت القديـمة من باب الدباغة في طرف السور الـمحيط ببيروت حينها حتى يصل إلى الـمرفأ، فقد اكتسب باب الدباغة اسمه نسبة لشهرة صنعة الدباغة آنذاك وكذلك بالنسبة لتسمية جامع الدباغة وخان الدباغة..

 

فقد ازدهرت صناعة الـجلود في تلك الفترة حيث عمل معظم الأهالي في الدباغة ولكن سرعان ما اندثرت هذه الصناعة بعد وضع التخطيط الـجديد لـمدينة بيروت وإزالة السور القديـم.

 

كما انتشرت صناعة الدباغة في ذلك الوقت في طرابلس وصيدا وبالأخص في مشغرة.

 

في مشغرة

 

تعتبر مشغرة أكثر الـمناطق اللبنانية شهرة بالدباغة. ففي سنة 1869، أنشأ فارس حبوش العائد من مصر، مدبغة في صيدا ثم ما لبث أن نقلها إلى مشغرة عام 1880 حيث كانت مياه البلدة مناسبة للدباغة بسبب تركيبتها الـمعدنية، فيما كانت تربية الـمواشي تؤمن الـجلود والـحرف الـمعدنية تشكل رفداً إضافياً لتلك الصناعات.

 

وقد شهدت الدباغة تطوراً سريعاً خلال الـحرب العالـمية الأولى حيث عملت الدباغات بشكل متواصل لتأمين حاجات الـجيش العثماني من الأجزمة والأحذية وسواها من الـمصنوعات الـجلدية. وقد اعتبرت صناعة حربية فأعفي أبناء مشغرة العاملون في تلك الصناعات من الـخدمة العسكرية.

 

في الثلاثينات، انهار اقتصاد الـحرير وبدأت أزمة زراعات الـحبوب. ففي الـمقابل شهدت البلدة نـمواً سريعاً للدباغة، شجع عليه الـمردود الايجابي للحرب العالـمية الأولى فقد تشجع كل من كانت لديه دباغة في بيروت على نقلها إلى مشغرة. ففي أواخر عام 1928، أدخلت الوسائل الآلية إلى الـمدابغ باستخدام البراميل الآلية والـمحركات البخارية وبدأ حينها تصدير الـجلود الـمشغرية إلى الـخارج.

 

وفّرت الـحرب العالـمية الثانية دفعاً جديداً للصناعة، كانت البلدة خلالها تـملك 43 دباغة تنتج حوالي 200 طن من الـجلود شهرياً وأغلبها من فئة النعل. ولم يقتصر النمو التجاري على تـجارة استيراد الـمواد الأولية والـمواد الدابغة وتصدير الـمنتجات الـجلدية ما ربط البلدة أكثر فأكثر بـمراكز الـمدينة، كما ربطها بالتجارة الدولية.

 

كانت الـجلود والـمواد الدابغة تستورد من أثيوبيا والبرازيل انطلاقاً من أوروبة بواسطة تـجار دمشق وبيروت. أما جلود الـجواميس فترد مباشرة من مصر والسودان. من جهة أخرى اتسعت دائرة تصدير الـجلود الـمشغرية فصارت تصدر إلى سوريا وفلسطين والعراق وقبرص والسودان والـمملكة العربية السعودية.

 

ولكن سرعان ما تقلص هذا النمو وتدهورت أوضاع دباغة الـجلود في مشغرة. ومن هنا جاءت أهداف هذا الـمشروع.

 

 

أهداف المشروع وأبعاده

 

الأهداف الاقتصادية:

 

ابتداءاً من الـخمسينات، تلقت دباغة الـجلود ضربتين قويتين، وقعت الأولى عام 1948 عندما أغلقت في وجه الـجلد الـمشغري السوق الفلسطينية بقيام دولة «اسرائيل» وإعلان الـمقاطعة الاقتصادية العربية لها. حيث كان لأصحاب دباغات مشغرة مكاتب في كل من القدس وحيفا ويافا إضافة إلى بيروت ودمشق.

 

أما الضربة الثانية فوقعت عام 1951 عندما استكملت القطيعة الاقتصادية بين لبنان وسوريا. وبدأ آنذاك تراجع تدريجي لاقتصاد الـجلد في مشغرة. فسافر قسم من أهالي مشغرة إلى السودان والعراق، ثم إلى الـمملكة العربية السعودية حيث ساهموا في إنشاء الصناعات الـمحلية فيها.

 

بقي الأردن الـمستورد الأول للجلد الـمشغري إلى أن أنشئ في عمان مصنع دباغة كبير عام 1960، فقررت الـحكومة الأردنية حماية الصناعات الـمحلية ومنعت الاستيراد. أضف إلى ذلك إغراق السوق الـمحلية بالـجلود الـمستوردة.

 

بعد ذلك تـحولت دباغات مشغرة للعمل لصالح الـمصانع الأوروبية (ألـمانية، فرنسة، سويسرة، بريطانية، هولندا وغيرها) قبل أن يقفل معظمها ويقذف بالـمئات من العائلات إلى البطالة. فلم يبق من الدباغات الـ 43 الأصلية إلا عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة.

 

أما الـحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت أواسط السبعينات فقد قضت على الدباغة بشكل جذري، فبعد أن كان عدد الدباغات في لبنان 164 دباغة أصبح عددها لا يتعدى الـ 22 دباغة في لبنان كله ومنها واحدة في مشغرة فقط دباغة آل كرم (أقفلت عام 2000). وبعدما كانت الدباغة مصدراً تعتاش من خلاله حوالي 500 عائلة مشغرية، لم تعد تشكل اليوم مصدر رزق حتى لعائلة واحدة!

 

ومن هذا الـمنطلق، جاءت أهمية الـمشروع الاقتصادية بهدف إحياء هذه الصناعة الـمهددة بالاندثار والعمل على تطويرها وفقاً للأسس العلمية الـجديدة التي طرأت على هذا الـمجال امتثالاً بالدول الـمتقدمة، إضافة إلى محاولة خلق فرص عمل جديدة لأبناء القرية، من دون التفريط بالطابع التراثي والـحرفي لهذه الصناعة.

 

الأهداف الاجتماعية:

 

بعد التدهور الذي أصاب قطاع الدباغة في مشغرة، وبعدما أقفلت جميع الدباغات أبوابها، عمت البطالة في البلدة فاضطر أغلبية العاملين في هذا القطاع وأغلبهم من الطاقات الشابة إلى الهجرة خاصة إلى أميركة، استرالية، البرازيل، مـما أدى إلى التفكك العائلي، وتدهور الوضع الاجتماعي للأسرة الـمشغرية.

 

كما أن مشغرة البلدة العريقة بصناعاتها، افتقدت إلى خبرات أبنائها في كافة الـمجالات لا سيما الدباغة، فخسرت مشغرة مكانتها الـمتقدمة في الـمجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي.

 

ومن هنا جاءت أهمية الـمشروع التي تنطلق من محاولة تنمية النواحي الاجتماعية في البلدة العريقة، الـمتمثلة بخلق فرص عمل تستقطب اليد العاملة الشابة مجدداً وتـحد من نزوح الأهالي نحو الـمدينة أو هجرتهم إلى الـخارج.

 

 

الـموقع

 

إن موقع الـمشروع الـمقترح يشكل جزءاً لا يتجزأ من صيغة الـمشروع ككل. إذ أننا نـجد تلازماً حتمياً بين وظيفة الـمشروع وموقعه.

 

الـموقع الـجغرافي:

 

تقع بلدة مشغرة جنوب غرب البقاع، على السفح الشرقي لـجبل نيحا في سلسلة جبال لبنان الغربية، ترتفع عن سطح البحر 1150م، وتبعد حوالي 82 كلم عن بيروت وحوالي 105 كلم عن دمشق و48 كلم عن كل من زحلة وصيدا. وتبعد عن مركز القضاء (جب جنين حوالي 20 كلم).

 

يحدها من الشمال عيتنيت، ومن الـجنوب عين التينة ومن الغرب جبل تومات نيحا ومن الشرق جبل سعد وسحمر، مساحة أراضيها 2325 هكتار.

 

يصل عدد سكانها إلى 13640 نسمة تقريباً أما عدد الـمقيمين 8000 نسمة في الشتاء و11200 في الصيف.

 

من حيث موقعها، شكّلت مشغرة نقطة تقاطع جغرافية بين البقاع وجبل لبنان والـجنوب ولا سيما بعد إقامة سد القرعون.

 

الـموقع التاريخي:

 

تعتبر مشغرة من أعرق البلدات والـمدن اللبنانية عمراناً وتاريخاً يربو عمرها عن ألف ومائتي سنة وربـما يعود تاريخها إلى ما هو أقدم من ذلك، لأن طبيعتها الـجغرافية، تـجعلها مقصودة.

 

فإذا كانت هذه البلدة تعود في عمرها إلى أكثر من ألف ومائتي سنة، فمن الـمفروض في يومنا هذا أن تكون من الـمدن الكبيرة وأن يقدر عدد سكانها بعشرات الآلاف ولكن هناك عقبات كثيرة حالت دون ذلك. فقد كانت مشغرة على الدوام عرضة لهزات أمنية وسياسية أدت إلى هجرة الكثير من أبنائها، أضف إلى ذلك أنها هدمت بالكامل بأمر من نائب السلطة في دمشق في القرن الرابع عشر الـميلادي كما أن ارتفاع وتيرة الـحس الطائفي جعلها تعيش لعدة قرون بجو من اللااستقرار وغيرها الكثير من الضغوطات التي عاشتها مشغرة مروراً بالـحرب العالـمية، الأولى والسيطرة العثمانية وصولاً إلى الاجتياح الاسرائيلي.

 

أصل التسمية

 

يرتبط اسم البلدة بالـماء، شغرت الـماء في العربية كما في الآرامية، تعني غزرت أو سريعة التدفق أو الانحدار ومشغرة هي من الأماكن الغزيرة بالـمياه الـمتدفقة، ففي البلدة عدة ينابيع يبلغ عددها 42 نبعاً حسب إحصاء الأهالي وهذه الينابيع تغذي شبكة من الأقنية والسواقي تخترق البلدة وتنبت على ضفافها أشجار الـجوز.

 

إن غزارة الـمياه في مشغرة جعلت منها محطة قديـمة للقوافل ومركزاً رئيسياً من مراكز دباغة الـجلود في لبنان وفي الـمنطقة حيث أن هذه الصناعة تـحتاج للماء الوفير

 

شكل البلدة:

 

تقسم البلدة إلى قسمين: الـحارة الفوقا والـحارة التحتا ويفصل بينهما أحد متفرعات الطريق الرئيسية التي تربط مشغرة بشتورة من جهة وبجزين من جهة أخرى.

 

الـحارة الفوقا هي مشغرة القديـمة حول عين الضيعة وسيدة النياح.

 

أما الـحارة التحتا فتمتد بين الطريق العام ونهر الشتاء. وفي هذه الـحارة تقع البيادر والـمنطقة الصناعية التي تتواجد فيها الدباغات البالغ عددها 43 دباغة يشغلها أسر من كبار الـملاكين العقاريين. من هذه الأسر: سلمون وناصيف ودبس وأبو عراج ورفول وأبوخليل وشرارة والصايغ والبطل والغزال وطرابلسي. أما أقدم الدباغات تعود لأسرة حبوش حيث أسست سنة 1880.

 

من هذه الدباغات:

 

دباغة آل بارود، دباغة آل الغزال، دباغة آل حمود، دباغة آل برشان، دباغة آل طرابلسي، دباغة آل كرم.

 

طبيعة الأرض:

 

بسبب موقعها على سفوح السلسلة الغربية، تتميز البلدة بانحدارها الشديد بدءاً من حرش البلدة وصولاً إلى ضفاف نهر الشتاء حيث تنتشر البساتين. تتركب طبقاتها الأرضية من صخور كلسية متجانسة، أما التربة فهي خصبة صلصالية تـحتوي على الـمعادن والفحم الـحجري، وهي صالـحة لأنواع متعددة من الـمزروعات (التفاح، الكرز، الـجوز، اللوز، الدراق، العنب وغيرها...)

 

الـمناخ:

 

إن الـمناطق البقاعية الغربية الواقعة بين السلسلتين الـجبليتين (الغربية والشرقية) ومنها مشغرة التي تقع على سفح السلسلة الغربية. تتميز بـمناخ وطبيعة مـميزين، فنلاحظ تنوعاً في أنواع الـمزروعات والأشجار الـموجودة في الـمنطقة، وذلك يعود إلى كون السلسلة الغربية الشاهقة تـحول دون وصول الرياح الغربية الرطبة من البحر الـمتوسط إلى الداخل باستثناء نسبة صغيرة عبر الـممرات الـجبلية، كما يؤدي ارتفاعها إلى خفض درجات الـحرارة سواء في الصيف أو في الشتاء مقارنة مع الـمناطق الساحلية، كما أن أثرها كبير على كمية الـمتساقطات في هذه الـمنطقة، والتي تعتبر غزيرة نوعاً ما.

 

تتميز مشغرة بـمناخ معتدل نسبياً لكن وقوعها في ظل السلسلة الغربية أدى إلى ازدياد الفروقات الـحرارية بين الصيف والشتاء حيث تصل الـحرارة خلال فصل الصيف أحياناً إلى 38 درجة مئوية وخلال الشتاء إلى ما دون الصفر.

 

الأخطار البيئية:

 

تعود أسبابها إلى تلوث مياه نهر الشتاء الذي تصب فيه مياه الصرف الصحي والنفايات التي تطلقها الـمجمعات السكنية وفضلات الـمصانع العائدة لدباغات الـجلود بالإضافة إلى الـمواد الكيميائية الـمستعملة والتي تصب جميعها في النهر، بالإضافة إلى الروائح الكريهة الـمنبعثة من الدباغات ومن هنا جاءت فكرة إعادة إحياء الدباغات وتطويرها ومعالـجة مشكلة التلوث الناتـجة عنها، وقد وضعت مصلحة الليطاني حلولاً للحفاظ على الثروة الـمائية والسيطرة على مصادر التلوث من خلال إلزام الـمصانع بتجهيز منشآتهم بـمحطات تكرير للسوائل والفضلات الناتـجة عن التصنيع.

 

فمنذ إنشاء مشروع الليطاني في أوائل الـخمسينيات كان هناك تطلع لاستغلال مياه نهر الشتاء، ففي العام 1970 أنشئت قنوات تقوم بتحويل مياه نهر الشتاء إلى بحيرة القرعون وذلك لاستغلال أكبر كمية من الـمياه للري وتوليد الطاقة ولكن بعد وقت قصير جداً تم إلغاء هذه القنوات بسبب التلوث الذي ظهر في بحيرة القرعون وذلك نتيجة الفضلات السائلة والصلبة الناتـجة عن الدباغات والتي يتم رميها في نهر الشتاء فتم توقيف هذا الـمشروع، أما الآن فبعد أن أقفلت جميع الدباغات أبوابها أعيد طرح هذا الـمشروع من جديد.

 

ففي الوقت الـحالي يتم الـمباشرة بتنفيذ محطة تكرير لـمياه الصرف الصحي والسوائل الناتـجة عن الـمعامل والـمصانع لـمناطق مشغرة وعيتنيت والقرعون وذلك من خلال جر الـمياه بقنوات إلى الـمحطة الواقعة بالقرب من السد وذلك بـمساعدة من وكالة التنمية الأميركية.

 

موقع الـمشروع:

 

يقع العقار في الـحارة التحتا لبلدة مشغرة في الـمنطقة الواقعة بين الطريق العام مشغرة - شتورة شرقاً ونهر الشتاء جنوباً، حيث ينتشر عدد كبير من الدباغات، وتدخل هذه الدباغات في دراسة الـمشروع بـما أنها تشكل رمزاً تاريخياً واضحاً للدباغات التاريخية القديـمة التي توقفت عن العمل منذ أواخر الستينات. وقد كانت تعمل هذه الدباغات على الطريقة القديـمة أي طريقة الدباغة النباتية وقد تم اقفالها بعد الأزمة الاقتصادية التي عانت منها مشغرة والدباغات حيث تسبب اقفالها بالبطالة لأكثر من 500 عامل.

 

ومن هنا جاء اختيارها ضمن الـمشروع وذلك لإعادة إحيائها والـمحافظة على تاريخها الذي بدأ يندثر، وبالـموازاة إقامة دباغة جديدة تعمل وفقاً للوسائل الـحديثة والـمتطورة في العقار الـجديد.

 

تبلغ مساحة العقار الفارغ حوالي 3950م2.

 

 

 

الـمشروع الـمقترح:

 

أقسام الـمشروع:

 

1- القسم القديـم.

 

2- القسم الـحديث

 

الـمخطط التوجيهي للمشروع.

 

الـمحور الذي يدور حوله الـمشروع: الدباغة.

 

- مراحل الدباغة.

 

- التقنيات والـمواد الـمستعملة في الدباغة.

 

- الآلات الـمستعملة في الدباغة الـحديثة.

 

- الدباغة التقليدية، مراحلها والصناعات الـحرفية الناتـجة عنها.

 

- الشروط الفنية لـمشاريع الدباغة والصناعات الـجلدية.

 

أقسام الـمشروع:

 

يقسم الـمشروع إلى قسمين: قسم قديم وقسم حديث.

 

- القسم القديـم:

 

يعتمد على الطاقات البشرية الـحرفية، حيث يحافظ في هذا القسم على الدباغة التقليدية التي تتم بالطريقة النباتية، وهي طريقة تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً إضافياً. لكن الـجلد الـمدبوغ بالطريقة النباتية يعتبر من أجود أنواع الـجلود وأكثرها مقاومة للحرارة والـماء وغيرها من العوامل التي تؤذي الـجلد.

 

هذا ويهدف القسم القديم من الـمشروع إلى الـحفاظ على الوسائل القديـمة الـمستعملة في عملية الدباغة، فضلاً عن إنشاء محترفات للصناعات الـجلدية الـحرفية التي أصبحت نادرة في لبنان.

 

- القسم الـحديث:

 

يعتمد هذا القسم على الوسائل والتقنيات الـحديثة في صناعة الـجلود باستعمال أحدث الأساليب تطوراً وأكثر الآلات حداثة لتحسين نوعية وكمية الانتاج في محاولة للوصول إلى الـمستويات العالـمية.

 

هذا فضلاً عن القسم الـخاص بتكرير الـمياه الناتـجة عن عملية الدباغة والتخلص من الشوائب والنفايات الصادرة عن الدباغة منعاً لتلوث مياه الأنهار في البلدة التي تصب في نهر الليطاني وتغذي الـمنطقة ككل بالـمياه.

 

عملية الدباغة:

 

تعد الـجلود بعد عمليات إزالة اللحم والشعر والضرب جاهزة للدباغة.

 

الدباغة النباتية:

 

الدباغة النباتية تتم في أحواض كبيرة مـملوءة بـمحاليل الدباغة النباتية والتي تـحضّر من الـماء ومادة التانين وهي مادة مرة يـمكن الـحصول عليها من بعض النباتات مثل أشجار البلوط والسنديان وغيرها أما في مشغرة فيستعملون ورق الشاي ونبتة السماق، يزيد العمال من قوة الـمحلول تبعاً للوقت الذي تترك فيه الـجلود وتستغرق عملية الدباغة النباتية عادة من شهر إلى ثلاثة أشهر. أما الـجلود السميكة فقد تستغرق دباغتها سنة كاملة، وتتميز الـجلود الـمدبوغة بهذا الأسلوب بصلابتها ومقاومتها للماء. بالرغم من ذلك فهذه الطريقة أصبحت تقليدية وقد قل استعمالها في هذه الأيام لاستغراقها وقتاً طويلاً.

 

تعتبر هذه الطريقة بدائية بعض الشيء إلا أنها ما زالت تستعمل في العديد من الدول مثل الـمغرب وفلسطين، حيث يتم أيضاً نقع الـجلد في هذه الأحواض لغسله ثم للدباغة النباتية حيث يقوم العمال بالوقوف داخل الأحواض والدوس على الـجلد بأقدامهم.

 

الدباغة بالكروم:

 

تعتبر أكثر أنواع الدباغة انتشاراً وتـجري باستخدام محلول دباغة من أملاح الكرومات، وقبل الدباغة تـحفظ الـجلود بنقعها في محلول من حمض الكبريتيك والـملح ويستمر نقعها حتى يصل محتواها الـحمضي إلى درجة معينة ثم تغسل الـجلود وبعد ذلك يقوم العمال بوضعها في اسطوانات الدباغة الـمملؤة بالـماء الساخن وكبريتات الكروم ويتم ذلك خلال ساعات قليلة من دوران الاسطوانات، وتعتبر هذه الـجلود أكثر مقاومة للحرارة والـخدش وتستعمل في صناعة الأحذية والـمحافظ والأمتعة وتنجيد الـمفروشات.

 

الدباغة المختلطة

 

تتضمن استخدام كل من الدباغة النباتية والدباغة بالكروم. وتستخدم الدباغة الـمختلطة في انتاج جلود ذات خواص معينة مثل جلود الـملابس الشديدة النعومة، ويتم في الـمدابغ الـحديثة دباغة معظم الـجلود بالكروم إما دباغة كاملة وإما دباغة أولية تسبق الدباغة النباتية، وتسرّع الدباغة الأولية من عملية الدباغة النباتية كما أنها تكسب الـجلود مرونة أكبر.

 

الدباغة بالزيوت:

 

وتستعمل هذه الطريقة في دباغة الشمواه ثم يتم تـمرير الشمواه في آلة إزالة الوبر وتسمى سنبادج.

 

إعداد الفرو:

 

- الـمعالجة

 

- إزالة طبقة اللحم

 

- نزع الشعر

 

- الضرب

 

الـخطوات التصنيعية النهائية

 

- فصل الطبقات

 

- الصباغة

 

- التنشيف

 

- الرص

 

- التشطيب

 

الشروط الفنية لـمشاريع الدباغة والصناعات الـجلدية

 

1 - إقامة الـمشروع في الـموقع الـمناسب لإقامة الصناعات ذات التأثيرات البيئية الـجسيمة والـمحدد من قبل الوزارة الـمختصة بالتنسيق مع الـجهات الـحكومية الـمعنية الأخرى.

 

-2 فصل الـمياه العادمة (مياه الصرف) الصناعية عن تلك الـمنزلية.

 

-3 العمل على إعادة استخدام الـمواد الكيميائية الـمستخدمة في عمليات التصنيع ما أمكن.

 

-4 معالـجة مياه الصرف الصناعية معالـجة أولية (الـمعالـجة البيولوجية والكيميائية) في حالة صرفها إلى شبكة مياه الصرف الصحي العامة.

 

-5 صرف مياه الصرف الصحي (الـمنزلية) إلى شبكة مياه الصرف الصحي العامة أو إلى خزان تـحلل لاهوائي متبوعاً بخزان احتجاز وفقاً للوائح الـخاصة بذلك.

 

-6 معالـجة الـحمأة وتصريفها وفقاً للوائح الـمعمول بها.

 

-7 التخلص من الـمخلفات الصلبة غير الـخطرة والـمخلفات الـخطرة وفقاً للوائح الـخاصة بذلك.

 

-8 الـمحافظة على النظافة العامة داخل الـمصنع وخارجه منعاً لتراكم الـمخلفات واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بـمنع انتشار الروائح الكريهة.

 

الـمشاريع المماثلة:

 

- الـمشروع الأول:

 

GARRETT LEATHER NEW YORK              للدباغة وصناعة الـجلود

 

FOB BUFFALO - NEW YORK

 

- مساحة الـمشروع حوالي 3600 م2

 

- يسمح بتشغيل حوالي 200 عامل

 

- يتألف الـمشروع من ثلاثة طوابق: سفلي وأول وثاني

 

يتميز الـمشروع بشكل مستطيل وبفتحات أفقية مـمتدة من أول الـمبنى إلى آخره كما يتميز بفصل قسم العمال والـخدمات عن قسم الانتاج أما الإدارة فتحتل جزء صغير من الـمستطيل حيث تشرف على عملية التصنيع.

 

- الـمشروع الثاني:

 

مصنع جلديات في كوندي باريس، فرنسة

 

FACTORY FOR LEATHER GOODS IN CONDé

 

مساحة المشروع حوالي 6000 م2

 

A STEEL STRUCTURE

 

يتألف من:

 

1- MAIN ENTRANCE

 

2 - RECEPTION

 

3 - PRODUCTION

 

4 - DELIVERIES / DISPATCH

 

5 - STORE

 

6 - OFFICES

 

7 - REST ROOMS

 

8 - RESTAURANT

 

9 - TERRACE

 

10 - COURT YARD

 

11- ANCILLARY SPACES

 

انتهى ملخص التقرير حول الـمشروع

 

خاتـمة

 

بداية لا بد من ايضاح أن ما أوردناه في ملخصنا هو الـخطوط العريضة والـمفاصل الأساسية للمشروع أي الـجزع والأطراف أما تفاصيل الداخل فالتقرير يتضمن كل الشروط الفنية الـمطلوبة من التفاصيل العلمية والعملية لتقنيات صناعة الـجلود والـخطوات العملية الواجب اتباعها إضافة إلى التصاميم والـخرائط والصور.

 

فيما هدفنا من الاستعانة بعرض هذا الـمشروع الـحيوي والذي يـماثله مشاريع في بلدان أخرى هو معرفة حجم الـخسارة التي مُنيت بها البلاد من جراء خسارة هذه البلدة الصناعية فقد أعطت مـمارسة هذه الصناعة نتائج مفيدة لأهل مشغرة. فزال الـملل من الـحياة البطيئة، وحل محله النشاط الصناعي واتساع الأفق في العلاقات الاقتصادية الـمسببة عن ضرورة الاستيراد والتصدير.وارتقى مستوى معيشة السكان ووجد عمل يقوم بأود عائلات عديدة.

 

ومن الغريب أن تكون هذه خطورة مشغرة في الصناعة والاقتصاد القومي ولا يكاد يعرف هذه الـحقيقة سوى تـجار الـجلود. ومن أن تكون مشغرة قد أصبحت بلدة صناعة رئيسية في لبنان، ولم تلاق أي تشجيع لاطراد نـجاحها بتسهيل صلاتها مع الـمرافئ وتـحسين طرق مواصلاتها حتى يسهل لها التصدير الذي تقوم به، فهي لم تلاق أية عناية فنية بجهودها الصناعية وحاجاتها التجارية مـما أدى إلى تراجعها واضمحلالها وهجرة معظم سكانها بعد أن كان لها مكاتب عمل في الـمدن الفلسطينية والشامية وبيروت. فيما دباغات الشام لا تزال تعمل بفضل عناية الدولة وبينها دباغة انطون سعد من مشغرة وهي أكبر دباغات دمشق.

 

وحين كتب سعاده عن مشغرة وصناعتها ونبّه إلى الإهمال الواقعة تـحته شدّد على أن العناية بالصناعة القومية من أهم شروط التقدم وحفظ الاستقلال وحماية الرأسمال القومي. الصناعة حيثما أمكن إنشاؤها، عامل من عوامل التحرر الاقتصادي وإن مثال مشغرة في الصناعة القومية لـمما يجدر العناية به. ومتى علمنا أن صناعة مشغرة كانت تصديرية أيضاً، أمكننا تقدير الفوائد الكبيرة التي كان يـمكننا أن نـجنيها من تشجيع هذه البلدة الصناعية.

 

وختاماً نأمل أن يكون هذا الـمشروع فاتـحة نهضة صناعية تعيد إلى مشغرة مكانتها السابقة ليعم خيرها على الوطن كله.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro