مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى يعقوب ناصيف
 
 
 
1943/6/28
 

إلى الرفيق يعقوب ناصيف
خوخوي
أيها الرفيق العزيز،


أنتهز أول فرصة بعد الـمعركة العنيفة التي مرت لأكتب إليك. فأنت قد كتبت إليّ عدة رسائل لست أدري هل هي ثلاث أم أربع أو أكثر، ولم تساعدني الظروف على إعطائك جواباً عليها. وقد ذكر لي الرفيق جبران مسوح تـمرمرك من عدم قيام إدارة الزوبعة بإجراء الـمطاليب التي أرسلتها لـمصلحتها، ومن عدم إجابة الزعيم على أحد كتبك الذي أرسلت معه صكاً مالياً باشتراكات وتبرعات مقبوضة، وإشارتك إلى «الأضرار» التي تنتج عن ذلك.


الـحقيقة أنّ بعض ما ذكرته حق، وكان يكون تذمرك في محله لو كان مكتب الزعيم وإدارة الزوبعة حاصليـن على الـمِلاك اللازم للقيام بالأعمال وتلبية الطلبات العديدة لـمصلحة القضية. ولكن، في الظروف التي يعمل فيها الزعيم في الـحاضر، لا يـمكن، عملياً، القيام بأكثر مـما يُعمل. ولو كان في مكتب الزعيم كاتب واحد يعمل يومياً وله الكفاءة لسد حاجة دائمة لكانت الأمور هانت نوعاً.


لا تخفى على الزعيــم أضــرار تعقب حرمــان بعض النواحي من العناية السريعة بأمورها ومن العناية البطيئة أيضاً. ولكنه يتناول الأمور العارضة في مكتبه حسب درجات خطورتها واتساع نطاقها.


كان آخر كتاب تسلمته من شقيقي في البرازيل منذ نحو ثلاث سنوات، وحتى الآن لم أجد وقتاً مادياً للجواب عليه. وفي مكتبي كتب من منفذين عاميـن منذ نحو ستة أشهر، وحتى الآن لـمّا أجب عليها. ووردني خبر وفاة أبي، وأنا في الوطن، في يوم كان معيّناً في مسائه اجتماع قومي اجتماعي فلم ألغِ الاجتماع لأحزن على والدي وأجلس للعزاء. وأظن أنّ بعض هذا الواقع يجب أن يكفي لإبطال كل فكرة تذمر وتـململ من أي رفيق قومي اجتماعي شاعر بخطورة العمل وبعظم الأمر الذي يقوم به الزعيم.


منذ نحو ثلاثة أشهر كنت في محل سوري وصدفة وقع نظري على بوق لم أدرِ لأي غرض هو، فسألت عنه فقيل لي إنه سمّاعة لـمن يصاب بضعف سمع، بطرش أو بصمّ، فاشتريت البوق ولم أكن أدري أنه يوجد سماعات حديثة أدق وألطف. وقصدت إرساله إلى الرفيق يعقوب ناصيف لعله يسهل له مخاطبة الناس، بينما نقدر على شراء آلة أحسن وأفْيَد. وحتى الآن لا تزال السماعة عندي وسأكلف الرفيق جبران مسوح أخذها معه، متى سافر بعد بضعة أيام ليرسلها إلى هذا الرفيق هدية من قِبلي.


عندما انفتح مشروع الـمطبعة والتبرع له قدّرت سرعة نـجاحه وفكرت في استقدام الرفيق يعقوب ناصيف إلى بوينُس آيرس لأعيّنه في بعض الأعمال الـمتصلة بـمكتب الزعيم، حالما يـمكن تأميـن مأوى له والـخبز والـماء لعيشه وحتى الآن لـمّا يـمكن تأمين ذلك.أحببت أن أطلعك على هذه اللمحات الصغيرة لتعلم أنّ الزعيم لا تفوته النظرة في الـمسائل وخطورتها، ولكن تفوته الإمكانيات الـمادية والعملية لتنفيذ ما يريد. فجالد أنت في مكانك، كما يجالد زعيمك في مكانه، وتـمم كل واجب تقدر عليه مادياً كما يتمم هو كل واجب يقدر عليه كذلك، واصبر مثله على الـمكاره ولا ينفد صبرك سريعاً. فالعمل الذي نقوم به شاق والصعوبات كثيرة.


آخر صعوبة اجتزتها كانت صعوبة إيجاد عامل على اللينتيب لصب حروف الزوبعة بعد أن اشترينا الأمهات واتفقنا مع مطبعة أجنبية. وبعد الـجهد وجدت عاملاً يـمكن الاعتماد عليه. ولكنه كان غريباً بالكليّة عن هذا العمل، ومع ذلك لم يكن بد من الاستناد إليه. فأتى إلى الـمطبعة واستوضح عن كيفية العمل على الآلة وحركاتها وأخذ يعمل. وأحياناً اضطر أن يعمل الليل كله، فضلاً عن عمل النهار ليصدر العدد الـممتاز الـمخصص لأول مارس/آذار. وهكذا أمكن صدور العدد. هذا العامل الـجديد هو: أنطون سعاده.


وقد انضم إلى هذا العمل رفيق يريد أن يتعلم هذه الصنعة ويعمل فيها لنفع القضية ولسدّ بعض نفقاته. ولكنه أبطأ من العامل الأول. إنه قد ساعد في صب حروف العدد الذي صار الآن تـحت التوزيع ومتى أصبح في إمكانه القيام بالعمل يحلّ محل العامل الأول.


هذا بعض ما يجري هنا. وأتـمنى أن تكون الـحالة في خوخوي أفضل وأن لا ينقطع أي عمل في أي مكان من أجل انتصار قضيتنا الـمقدسة، وليصل كتابي هذا إليك وأنت معافى. ولتحيى سورية.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro