مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى إدوار سعاده
 
 
 
1949/4/7
 

 

أخي العزيز إدوار،

 

تسلمت كتابك الأخير الـمؤرخ في 19 و20 آذار/مارس الـماضي وكنت قد تسلمت منذ مدة كتباً منك جواباً على كتابي الأخير الـماضي إليك. الذي حاولت فيه أن أدلّك على أغلاط تفكيرك واستنتاجاتك الـجديدة الـمستعجلة. إذ كنت أظن أنك لا تزال في طور دراسي للموضوع الـجديد الذي خطر لك. ولكن أجوبتك هي أجوبة من يعتبر علمه واستنتاجاته نهائية ويدافع عنها كعقيدة. فلم أرد أن أدخل في جدل عقيم معك وفي مناظرة بين علمك وعلمي وتفكيرك وتفكيري. إني أكره الـجدل وأحب البحث عن الـحقيقة، ولـمّا كنتَ قد اهتديت إلى الـحقيقة الـجديدة التي أعلنتها لي ولـمّا كانت هذه «الـحقيقة» مخالفة للحقيقة التي أعلنتها أنا فلا سبيل إلى جدل بيني وبينك، ولست أريد لك إلا ارتياحك إلى ما يستقر عليه فهمك ويرتاح إليه وجدانك.

 

لذلك لا أريد الدخول في شيء من الـمواضيع التي تعرض لها في كتابك الأخير وكتبك السابقة، فلست قادراً على الرجوع إلى الأفكار الابتدائية عن تعريف العالم العربي والعروبة التي وصلت إلى حكمي فيها منذ زمان بعيد. إني أريد الاقتصار على إعطائك النتائج التالية:

 

إنك قد صرت في عقيدتك الـجديدة «عربياً قومياً» ولا تزال تـحسب نفسك عضواً في الـحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي لا يجوز أن يكون عضواً فيه إلا من آمن بعقيدته وأقسم بشرفه وحقيقته ومعتقده على اتخاذ مبادئه إيـماناً له ولعائلته، وكان يجب عليك أن تطلب حلّك من قَسَمك وأن تقدّم انسحابك من الـحزب حالـماً صرت تعتقد عقيدة غير عقيدته وتتجه إلى غاية غير غايته. وإني أتعجب من غفلتك أو إهمالك أبسط القواعد الوجدانية والـحقوقية. ولـمّا كنت قد خرجت على العقيدة السورية القومية الاجتماعية ونظام الـحزب السوري القومي الاجتماعي ولم تطلب الـحل من القَسَم ولا الانسحاب من الـحزب، بل بالعكس أخذت تدعو إلى عقيدة جديدة غريبة عن العقيدة التي تأسس عليها الـحزب، فقد قضى الواجب النظامي الدستوري بطردك من الـحزب السوري القومي الاجتماعي. لا يـمكنك أن تكون سورياً قومياً اجتماعياً وعربياً قومياً في آن واحد، والـجمع بين ولاءين خيانة لقضيتيـن.

 

والآن وقد أصبحت خارج الـحزب السوري القومي الاجتماعي وانتهت مسألتك من وجهة الـحزب القانونية، فإني أبدي لك بعض الآراء الشخصية في صدد عملك السياسي. بـما أنك قد صرت عروبياً أو عربياً في معتقدك وتريد تـحقيق عقيدتك الـجديدة، فلا بد من الاجتماع أو الاتصال بالعربييـن للعمل معهم. ومن هذه الناحية سينشأ لك مشكل هو مفهومك للعرب والعروبة يختلف عن مفهوم الأكثرية العظمى الساحقة من العربييـن أو العروبييـن. فإما أن تتنازل عن مفهومك وتنضم إلى فئة من فئاتهم، وإني مستعد أن أقدّم لك لائحة بأسماء أحزابهم، وإما أن تبتدىء الدعوة إلى تأليف حزب جديد للقومية العربية الـجديدة التي استنتجتها أنت، وفي هذه الـحالة أتـمنى لك أن تصيب نـجاحاً أكثر من نـجاحك في دعوتك إلى القومية السورية التي اعترفت في إخفاقك في الدعوة إليها والعمل لها. وأتـمنى أن ينتشر حزبك كثيراً في العُربة القاحلة العدنانية البدوية السعودية وفي العُربة الزاهرة السعيدة (Felix) اليمنية القحطانية.

 

وأخيراً أتـمنى لك التوفيق الشخصي.

 

واقبل سلامي القومي ولتحيى سورية.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro