مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
الشهرة على حساب الحزب السوري القومي (2)
 
 
 
 

 

يظهر من تتبُّع ما نشره السيد زكي قنصل في عاصمة الـجمهورية الفضية، أنّ هذا «الأديب الكبير» شعر بالـمأزق الذي زجَّ نفسه به على غير هدى، فحاول التخلص إلى نتيجة تـحول دون القطيعة بينه وبين زملائه «الأدباء الكبار» هنا في البرازيل، وفي غير مكان، وتظهره بـمظهر الـمُجاري للنهضة القومية بعض الـمجاراة عن تفكير وإدراك واسع، فرأى أن يـجيب على سؤال وجّهه إليه مـحرر جريدة الفطرة الإسلامية الصادرة في العاصمة الـمذكورة الـخواجه سيف الدين رحال، الذي يريد إدخال الدين في كل أمر وفي جميع الشؤون القومية. وقد نشرت الـجريدة الدينية الـمشار إليها جواب السيد زكي قنصل في عددها الصادر في 31 مايو/أيار 1940. وهو كما يلي:

 

«لا أخفي عليك، يا سيدي، أنّ الكتابة في موضوع (الـحزب السوري القومي) من أصعب الأمور وأحرجها. ذلك لأن أعداء هذا الـحزب - ولا استثنيك منهم - يريدون أن يقضوا عليه القضاء الـمبرم، ولو ذهب بين سنابك خيلهم من لا ناقة لهم في هذا الشأن ولا جمل. فإذا نـحن لم نـحمل على الـحزب ونـجرّده من كل حسنة، رُمينا بالـخيانة والـمروق واتـُّهمنا في عقيدتنا القومية وأدمـجنا في سلك الذين يستخدمهم الأجنبي مطايا لأغراضه ومقاصده.

 

«فما علة هذا البغض الشديد الذي يضمره الكثيرون منّا للحزب؟

 

«الـذي أراه أنه عائد إلى أسباب نفسية (سيكولوجية): نـحن يا سيدي قوم عاطفتنا أقوى من عقلنا وأرهف سـمعاً وأسلس قياداً. والدليل أنّ الأنبياء لم يـروضوا جـماحنا ويظفروا بـحبنا واحترامنا إلا عندما خاطبونا بلغة القلب وسلكوا إلى نفوسنا سبيل العاطفة. وهل تعتقد أنك كنت تـجد فينا من يذكر الله لو لـم يغرنا بأطايب النعم، ويبهر أنظارنا بـمحاسن الـخلود وملذاته؟ والـحزب السوري القومي لم يشأ أن يـخاطبنا إلا بلغة العقل والـمنطق. أفكثير إذا رميناه بكل شنيعة واتـهمناه بالتآمر على سورية؟

 

«نـحن، يا سيدي، نريد أن تكون الأقطار العربية كلها بلاداً واحدة، من حدود إيران شرقاً، إلى البحر الأبيض والقاموس الأطلسي (الأوقيانوس الأتلنتيكيغرباً، ومن جبال الطور (طوروس) شـمالاً، إلى القاموس (الأوقيانوس) العربي وجبال الـحبشة والصحراء الكبرى جنوباً. هذه هي بلاد العرب كما نريدها. ولكن هل من الـممكن تـحقيق هذا الـحلم الـجميل في الوقت الـحاضر؟

 

«الـحزب السوري القومي يقول إنّ أفضل السبل هي أن ينظّم كل قطر من هذه الأقطار شؤونه الداخلية، ثم يهتم بعقد مـحالفات مع غيره تكون نواة اتـحاد عربي قد يصير مع الزمن، إذا تآلفت الثقافات، وتقاربت العقليات، وتشابكت الـمصالـح، وحدة شاملة أو قيلية (إمبراطورية) بالـمعنى الذي نريد. وهذا الرأي يشترك فيه كثير من رجالات مصر وسورية والعراق وغيرها من الأقطار العربية. ولكن نـحن لا نريد أن نفهم هذه الـحقيقة الثابتة لأننا قوم خياليون.

 

«لقد بُلينا بنكبة الـحكم الأجنبي. ونـحن نعرف أنّ هذه النكبة هي نتيجة تفسّخنا الاجتماعي، وتفكك وحدتنا القومية، وتنافر معتقداتنا الدينية، أو ما نسميه معتقدات دينية، فكيف نعالـج هذا الداء؟ لم نـجد حتى الآن غير طريق واحدة: طريق الـخيال، فنصيح: يـجب أن نتحد، يـجب أن نتحد، يـجب أن نصبح كتلة واحـدة، يـجـب أن يزول التعصب الطائفي، يـجب أن يـمحى، يـجب أن تصير الاٴمـة صفاً واحداً تصد مطامع الغريب وتقف في وجه الفاتـحين. وقد بـحّت حناجرنا من الصياح، والأعجوبة لـمّا تـحدث، وهذا شيء طبيعي، فعصر العجائب قد انقضى.

 

«أما (الـحزب السوري القومي) فله في هذا الباب نظرة أعتقد أنـها الـحل الوحيد لهذا الـمشكل الذي طال عليه الزمن، فهو يرى أنّ «تعلق الـمؤسسات الدينية بالسلطة الزمنية، وتشبث الـمراجع الطائفية بوجوب كونـها مراجع السيادة في الدولة» هـما أصل هذا الداء. إذن لا يـجب أن يفصل الدين عن الدولة فقط، بل يـجب أن يصير بين مختلف الطوائف والـمذاهب صلات دم ورحم، فيتزوج الـمسلم بالـمسيحية، والـمسيحي بالـمسلمة. عندئذٍ تزول أسباب الـخلاف وتـموت العصبيات الطائفية وتدرس النعرات الـمذهبية وتتقارب العقليات والنفسيات والثقافات، ولا يبقى للغريب حجة يبرر بـها سيطرته وتـحكّمه، ومدخل يتسرب منه لتمزيق صفوفنا وتـحطيم قوانا.

 

«ولا أنكر عليك، يا سيدي، وإن كنت أعلم أنـي سأتعرض لصولاتك وجولاتك، أنّ هذا الرأي يدور في خلدي منذ سنين، وقد أعلنته في اجتماع صغير عقدناه من أكثر من سنة في بيت الصديق بديع الشيخ، وكان في الـمجلس الأخوان إبراهيم هاجر وقاسم عبدالله وسعيد مراد أو حـمد مراد، وغيرهم مـمن لم تـحضرني أسـماؤهم في هذه الساعة.

 

«والـحق أنّ هذه الفكرة قد توغر صدور الكثيرين من جميع الـملل والنِحَل، وتـجد جيوشاً جرارة من الـمقاومين والـمحاربين. ولكن ما العمل وليس لنا غير هذا السبيل إن كنا نريد أن يكون لنا وطن حر مستقل يسنده شعب حر مستقل «وإرادة تـملي فإذا هي القضاء والقدر» كما يقول رئيس الـحزب السوري القومي؟

 

«قد تقول إنّ هذه الطريق تقودنا حتماً إلى الانـحلال الديني. ولكن أليس أفضل أن يكون لنا وطن وليس لنا دين، من أن يكون لنا دين وليس لنا وطن؟ وأيهما أعز جانباً وأكرم عند الله والناس؟ الشعب الألـماني الذي لا تربط بين أبنائه غير الرابطة القومية، أم الشعب اليهودي الذي لا يعرف غير الدين جامعة؟

 

«هذه هي النقط التي تعجبني في الـحزب السوري القومي، أما ما لا أستحسنه فأمور أبسطها بالصراحة التي تـحدثت فيها عن الأفكار التي أؤيدها:

 

1 - إنكاره الإخلاص والوطنية والفهم على كل من يعمل خارج نطاقه، كأن الإخلاص والوطنية والفهم وقفٌ على رجاله دون سائر الناس. وتبدو هذه الظاهرة بوضوح تام في جريدة سورية الـجديدة التي يصدرها الـحزب في البرازيل، فأنت لا تـجد في كل عدد منها أكثر من مقالة واحدة خالية من التحامل والتهجم على الذين يـجاهدون في الـميدان الوطني خارج حظيرتـهم.

 

2 - تضخيم أعمال الـحزب وأخباره على الطريقة الإنكليزية الـمضحكة، فأعضاؤه حسب إحصاء السيد خالد أديب يبلغون الستين ألفاً، ثم يرتفع هذا العدد حتى يبلغ ثلاثـمائة ألف، حسب إحصاء الأخ يوسف بـهنا.

 

3 - نظر الـحزب إلى الأدب، فهو يرى أنّ الأدب الذي لا يـماشي دعوته ولا يتفق مع فلسفته ليس أهلاً بالـخلود، بل هو أدب فاسد عقيم يـجب طمسه ودرسه مهما سـما من الناحية الفنية، وهي دعوى لا حاجة إلى إظهار ما فيها من ضعف وتعسف وامتهانة بالأدب الذي يـجب أن يكون فوق الأغراض السياسية، وفوق الـمعتقدات البشرية، وفوق الـمصطلحات الأرضية.

 

«وهذا ما أنكره على الـحزب السوري القومي فهل تراني أنصفت؟»

                                                              

  زكي قنصل

 

يبتدىء السيد زكي قنصل يتعلق بدرجة الشهرة الـخطيرة بإكساب نفسه صفة من طُلب منه أن يكون حكماً في قضية عقيدة قومية بكاملها، فيمسك بيده القسطاس ويضع على عينيه نظارات وينظر إلى أعداء الـحزب السوري القومي أولاً، ثم إلى الـحزب السوري القومي ثانياً، ويدرس الأسباب ويبيّن النتائج ويـحكم بالإنصاف، فإذا هو «السيكولوجي» الـخبير والسياسي الـمحنك والـحقوقي الـمدقق والاقتصادي الـماهر والعالِم الاجتماعي، الذي كلمته حجة أهل علم الاجتماع، ورأيه نبراس العلم السياسي، وحكمه القضاء الـحق. فما أعظمه قطباً من أقطاب الشعب وعلماً من أعلام الـحق. وهكذا تبتدىء الشهرة بين البسطاء.

 

يدخل الأديب والعالم ذو الرأي الصائب والفكر الثاقب زكي قنصل، هدانا الله بعلمه وحفظه لنا من كل مكروه، لُباب الـموضوع بتحليل أسباب «البغض الشديد» الذي يضمره الكثيرون للحزب السوري القومي بقوله إنـها أسباب نفسية، ويفسر هذه اللفظة الأخيرة بكلمة «سيكولوجية» لكي يتوهم القرّاء أنه أحد الراسخين في العلم، إذ إنه يعرف أنّ هنالك لفظة تكنيكية يقال لها سيكولوجية. ثم يفسر هذه الأسباب النفسية بوضع هذه القاعدة السيكولوجية: «نـحن، يا سيدي، قوم عاطفتنا أقوى من عقلنا وأرهف سـمعاً وأسلس قياداً» وهو لا يـحتاج برهاناً قاطعاً على صحة هذه القاعدة غير دليل واحد هو: «إنّ الأنبياء لم يروّضوا جـماحنا ويظفروا بـحبنا واحترامنا إلا عندما خاطبونا بلغة القلب وسلكوا إلى نفوسنا سبيل العاطفة.»

 

إنّ من نكد الدنيا أن نـجدنا مضطرين لـمناقشة هذا الـهذر السيكولوجي، الذي لا يقبله معلم سيكولوجية من طالب مبتدىء في هذا العلم، من أجل مصلحة القضية التي يفسد الرأي العام حولها مثل هذه السفسطة الغريبة.

 

الدليل الذي يـجيء به السيد قنصل لتبرير قوله: إننا قوم عاطفتنا أقوى من عقلنا، لا يـمكن إيراده في هذا الباب، ولا يبرهن شيئاً في هذه القضية، فالأنبياء لم يروّضوا جـماحنا نـحن فقط ويظفروا بـحبنا وحدنا بل هم قد روّضوا جـماح جميع شعوب العالم، وظفروا بـحبها بواسطة اللغة عينها التي خاطبونا بـها. فلماذا يصح أن يطلق السيد زكي قنصل، الراسخ في العلم، قاعدته السيكولوجية علينا وحدنا بالاستناد إلى هذا الدليل الشائع عندنا وعند غيرنا من الأقوام؟

 

والظاهر أنّ السيد زكي قنصل، لرسوخه في العلم، يعتقد أنّ «لغة القلب» التي خاطبنا بـها الـمسيح ومحمد لم تـجد الـمقاومة التي تـجدها لغة الـحزب السوري القومي اليوم. فهو يطلب من الناس أن ينسوا أنّ الذين خاطبهم الـمسيح كانوا ضده أو، على الأقل، مشككين وكانت النتيجة أنه صُلب بسبب «لغته»، وأنّ الذين خاطبهم مـحمد قاموا ضده حتى اضطرّ وأتباعه للهرب من مكة ثم سقط جريـحاً في معركة أُحُد.

 

والظاهر الواضح أنّ «العالِم السيكولوجي» زكي قنصل يـجهل تاريخ الشعب السوري كل الـجهل، إذ هو يـجهل أنه أول شعب حكّم العقل في شؤونه فنفض عنه الأوهام الشرقية، وابتكر واخترع ونظّم في الاقتصاد والسياسة من زراعة وصناعة واستعمار وملاحة. وفي العلم من بـحث وتنقيب واكتشاف وتدوين. وفي الفنون من موسيقى وحفر ونقش ورسم.

 

ولا مشاحة في أنّ زكي قنصل، الذي يطلب الشهرة عن هذه الطريق، يسجل على نفسه عدم فهمه شيئاً من السيكولوجية أو من حالة شعبنا النفسية الـحاضرة. فنحن لسنا كما يقول: عاطفتنا أقوى من عقلنا. بل نـحن، خصوصاً في أميركة، عقلنا الـمادي قد قتل كل عاطفة فينا. والسيد قنصل يبدي جهلاً فاضحاً للفرق بين النعرات والعاطفة وبين الشعور والعاطفة، وجهلاً فاضحاً للغة التي خاطبنا بها الأنبياء وجهلاً فاضحاً للغة التي يـخاطبنا بـها الـحزب السوري القومي، لأن هذا الـحزب لم يقتصر خطابه لنا على العقل والـمنطق بل تناول الشعور والضمير أيضاً، وكذلك الأنبياء لم يقتصروا على «لغة القلب» والعاطفة بل استعملوا لغة العقل والمنطق أيضاً، وكما اصطدمت العقلية التي جاء بـها الأنبياء بعقليات أوساطهم العتيقة كذلك اصطدمت العقلية الـجديدة التي جاء بـها سعاده بالعقلية العتيقة السائدة في سورية التي يظنها السيد زكي قنصل من طبيعة نفسيتنا، وليست هي كذلك.

 

ولكي يدعم دليله، يـجيئنا السيد زكي قنصل، الـجاهل الذي يريد أن يدعي العلم، بـهذا «البرهان» الصبياني: «وهل تعتقد أنك كنت تـجد فينا من يذكر الله لو لم يغرنا بأطايب النعم، ويبهر أنظارنا بـمحاسن الـخلود؟» فهو يريدنا أن نعتقد أنّ الدين تـمكن من أن يثبت نفسه من غير استناد إلى العقل والـمنطق، وهو شيء إن دلَّ على شيء فعلى جهل صاحب هذا القول، فلو لم يتمكن الدين من تقديم البراهين العقلية التي يـمكن أن تطمئن إليها حلوم الأزمنة التي لم يدركها العلم الـحديث، لـما كان أقدم الناس على الـجهاد والتضحية. ولو لم يـجد أهل أي دين أنّ دينهم يصلح وينظّم طرق حياتـهم ومعاشهم في هذه الدنيا قبل الآخرة، لـما اعتنقوه وتـمسكوا به، فكل دين يـخلو من حكمة يقبلها العقل لا يثبت وقتاً كافياً ليدخل التاريخ. فالعاطفة هي جزء واحد وحالة واحدة من أجزاء وحالات النفس الإنسانية، وكل دين أو إيـمان، علوي أو دنيوي، سواء ابتدأ بالعاطفة أم بالعقل، لا يـمكنه أن يقوم بالعاطفة وحدها. ولولا الكتب والـمؤلفات العقلية التي لا يـحصى عددها في كل دين لـما ثبت الدين الروحاني على الأيام وغزوات العقل. ومقدار ما يُطلب من الشؤون العقلية في كل دين يكون على نسبة درجة ارتقاء أهله الثقافي، ولذلك نرى كل دين يضطر إلى مـجاراة الارتقاء العقلي ليثبت، فتكثر التفاسير ويتسع باب الاجتهاد لـجعل الدين ينطبق على الـمتطلبات العقليات وضرورات الارتقاء النفساني. وما تصوير الـجنة والثواب والعقاب والـخلود سوى أمور لا يسع غير الـجاهل القول بأنـها أمور عاطفية فقط، وأنه بـهذه «العاطفة» البسيطة اندفعت الإنسانية وراء الأديان. وإذا كانت «العاطفة» وحدها تكفي لنشوء الدين فلماذا علّم الـمسيح تعاليم تطلب تضحيات «عاطفية» عظيمة، ولـماذا أقام مـحمد الشرع واهتم بالـحقوق والعقود؟

 

الحقيقة أنه لا يُقدِم على اقتحام هذا الموضوع الفلسفي العميق بمثل هذه السفسطة التي يجيئنا بها زكي قنصل إلا من كان مثله جاهلاً جهلاً مطبقاً، ركب رأسه مركب الغرور والدعوى، ولا يمكننا أن نفسر بغير الغرور والجهل ادعاء زكي قنصل، أنّ ما يجعل الكتابة في موضوع الحزب السوري القومي أمراً من أصعب الأمور هو فقط «وجود أعداء للحزب يريدون أن يقضوا عليه القضاء المبرم.» فالكتابة في موضوع الحزب السوري [القومي] تتطلب ثقافة راسخة وعلماً واسعاً واحتراماً وتهيباً من كل من يُقدِم على معالجة رسالته القومية الرامية إلى وضع أسس جديدة، يقوم عليها بناء المجتمع الروحي والمادي.

 

ولكن من أين لنا أن يرعوي الـمغترّون عن غيّهم وضلالـهم ويتنبهوا للضجة الفارغة التي يثيرونـها في مجلس رصين؟ ومن أين لنا أن يفهم زكي قنصل، وأترابه «الشعراء» الذين خلعوا العذار واقتحموا أبواب الـمواضيع العلمية والفلسفية اقتحاماً، محاولين إيهام الناس أنـهم أهل لتناول هذه الـمواضيع، لأنـهم نظموا كثيراً أو قليلاً مـما يدعى في الاصطلاح قصيدة، لأن عدد أبياتـها من السبعة فما فوق، وهكذا أصبح يقال لهم «شعراء»!

 

أجل، إنّ السيد زكي قنصل لا يرى في الكتابة في موضوع الـحزب السوري القومي صعوبة علمية - فلسفية تدعوه إلى تـهيب الموقف. والشيء الوحيد الصعب له هو «أعداء الـحزب» الذين يـخاف أن يذهب بين سنابك خيلهم هو وأضرابه مـمن «لا ناقة لـهم في هذا الشأن ولا جـمل.»

                                                                 

»أعذر من أنذر«

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro