مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
في الوطن حرب ونار أيها السوري المهاجر استفق! الشرف يقضي عليك بتلبية نداء الواجب
 
 
 
جريدة الزوبعة،بوينُس آيرس،العدد 12، 1941/1/15
 

 

بعد كتابة الـمقالة الـمنشورة في مكان آخر من هذا العدد، الـمبنية على بعض الـمعلومات الـخاصة وعلى خبر مقتضب ورد في جريدة السمير، وقفنا على خبر آخر في غاية الأهمية وارد في العدد الصادر بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول الـماضي من جريدة مرآة الغرب في نيويورك، التي كانت لها عناية بنشر جميع الـمعلومات، التي وصلت إليها عن الـحركة السورية القومية، بكل نزاهة.

 

مفاد الـخبر أنّ حرباً هائلة مضطرماً أوارها ناشبة بين الـحزب السوري القومي الـمجاهد الوحيد في سبيل حرية الشعب السوري واستقلاله وصيانة مصالـحه، والسلطة الأجنبية وعمالها النفعيين، وأنّ هذه الـحرب دائرة رحاها بدون هوادة، وإنْ كان لا يصل الـمهاجر من أخبارها إلا القليل الذي لا يشفي الغليل.

 

وحقيقة الواقع أنّ أحد الـخونة الـمتجسسين لـحساب الأجانب أوصل إلى الكومندان بيكار، قائد الشرطة ومفتش الدرك في لبنان الـمنكود الـحظ، أنّ هيئة مفوضي إدارة الـحزب السوري القومي الـجديدة تُعِدّ مناشير لإيقاف الرأي العام على حقيقة الـحالة السياسية والـمظالم التي ترتكبها السلطة الأجنبية بقصد خنق روح الـحرية في الشعب السوري. فاستدعى الضابط الأجنبي إليه أحد عماله الـمطواعين أسعد البستاني، رئيس دائرة الشرطة العدلية، وكلّفه تعقب هذه الـحركة الـجديدة التي يقوم بها الـحزب السوري القومي والقبض على كل من يقدر عليه من رجال إدارة الـحزب.

 

فاندفع ذاك البستاني اندفاع الآلة الصمّاء في اقتفاء أثر رجال الأمة الساهرين على مصلحتها الذين لـمّا يقعوا حتى الآن في شرك السلطة. فاستدعى كل من قدر على استدعائه من رجال التحري والـجواسيس والـخونة وبثهم، في أزياء مختلفة، في شوارع بيروت وطرقاتها. وما حدث بعد ذلك هو كما يلي، نقلاً عن مرآة الغرب:

 

«وفي الساعة العاشرة والنصف من صباح أحد الأيام كان فريق من رجال التحري الـمختلفي الأزياء في ساحة النجمة، يراقبون حركات أعضاء الـحزب فالتقوا بالسيد عيسى حمدان (ولعله نسيب حمدان) ومعه كمية وافرة من الـمغلفات وعليها أوراق تـمغة بريدية كان ذاهباً لإلقائها في البريد فقبضوا عليه وصادروا منه الـمناشير.

 

«وفي الساعة الـحادية عشرة ذهب الأستاذ البستاني بشرذمة من رجاله إلى مكتب الأستاذ زكريا اللبابيدي تـجاه سلّم قصر العدلية وداهموا الـمكتب فوجدوا فيه السادة الـمحامي زكريا اللبابيدي، وجورج حكيم أستاذ الاقتصاديات في الـجامعة الأميركانية، وإبراهيم سليمان، وبين أيديهم ما يقرب من خمسة آلاف منشور مطبوع وهي مذيلة بــإمضاء السيد معروف حمدان، رئيس مجلس العمد، وهم يعملون على تهيئتها للتوزيع ضمن مغلفات ترسل إلى أصحابـها، إما بواسطة البريد وإما بواسطة موزعين خصوصيين، وقد ألصق على بعض الـمغلفات أوراق تـمغة فقبضوا على السادة الـمذكورين وصادروا ما بين إيديهم من مناشير.

 

«وقد وضعت دائرة الشرطة تقريراً في الـحادث وأحيل الـجميع إلى الـمحكمة العسكرية، وقد باشر الـمستنطق العسكري أخذ إفادات الـمقبوض عليهم، وربـما أحيلوا إلى الـمحاكمة في وقت قريب».

 

هذه هي الزمرة الثالثة من رجال إدارة الـحزب السوري القومي التي توقعها الـخيانة والـجاسوسية في قبضة عدو الأمة السورية الـممسك بخناقها.

 

وجميع الذين أصبحوا في قبضة الـمحكمة العسكرية هم نخبة من رجال نهضة الأمة السورية وفيهم رجال السياسة والإدارة والاقتصاد والـحقوق. وقد أجرى هذا التوقيف الـجديد موجة استياء شديد في مجموع الشعب، وتقول بعض الـمعلومات إنه يخشى من هياج شديد على هذه الـمظالم. وقد سرى الاستياء والغضب في جميع أنحاء البلاد حتى اضطر مجلس الـمديرين في دمشق إلى إرسال كتاب تنبيه إلى مدير الشرطة العام يذكّره فيه:

 

«إنّ عقد الاجتماعات العامة والتجمعات من أي نوع لا تزال مـمنوعة. وإنه على دوائر قوات الأمن العام اتخاذ التدابير اللازمة لقمعها بالقوة وسوق مـمارسيها إلى الـمحاكم ذات الاختصاص بلا هوادة».

 

ونحن نسأل جميع السوريين في الـمهجر الذين يشعرون بواجب الشرف، ماذا يريدون أكثر من ذلك ليقوموا بالواجب ويبرهنوا للعالم أننا شعب حي، كريم لا يـموت؟

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro