مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
جنون الخلود إكتشاف رشيد سليم الخوري التعصب الديني المسيحية والإسلام
 
 
 
سورية الجديدة،سان باولو،العدد 1941/2/22، 101
 

 

وكــــورك فـــوق طـــويــل المطـــا

 

                                           وســرجـــك فـــوق شـــديــد الــقــرا

 

وقــد يـفســد الـفــكــر في حــالـــة

 

                                           فــيــوهـــمـك الـــدرّ قــطــر الــســرا

 

ســـقــــاك المنــى فــتـمــنّـيـــتــهـــا

 

                                            وصــاغ لك الــطـيـف حـتـى انـبــــرا

 

                                                                                    المعري

 

 

في الأبيات الـمتقدمة التي هي من صياغة الشاعر الفلسفي السوري الـخالد أبي العلاء الـمعري، وصفٌ شعري بديع لـحالة من حالات فساد الفكر تشبه نوعاً الـحالة التي سنعالـجها في ما يلي. ولكي تكون الصورة التي صوّرها الـمعري واضحة لكل قارىء يجب تفسير البيت الأول. ففيه ألفاظ لا يـمر بها نظر كل قارىء في مثل هذا الاستعمال. ومعناه مشهد رجل وضع الرحل على ظهر الفرس، ووضع السرج على ظهر البعير. ومن كان هذا شأنه لا يكون طويلاً شوطه، سواء أرَكِب الفرس أم ركب البعير. ولا حاجة لتفسير البيتين التاليين فمعناهما واضح.

 

بلغ رشيد سليم الـخوري الـملقب بالشاعر القروي من النظم مبلغاً أجاز نعته بالشاعر، بعد كدٍّ ونَصَب وعرق وتعب. فهو ليس شاعراً مفطوراً على الشعر، بل شاعرٌ، صار شاعراً بالاجتهاد والتحصيل. فهو كان في أول عهده بالقريض، وإلى مدة غير قصيرة، ينظم البيت والبيتين في أية فكرة عامية بسيطة عرضت له، أو القصيدة التقليدية في غزل مبتذل أو حماسة. ويحفظ ذلك كمن يحفظ درة ثمينة. وقد أخرج لنا من هذه الدرر الصدفية ديوانين جمعهما، تواضعاً منه، في ديوان واحد جعله جزئين. هذا الديوان هو الرشيديات، وتكلف الشعر تكلفاً ظاهر فيه. وإلى القارىء أمثال منه:

 

-في معبد-

 

أســــرّ لي الصـــديــق وقــد رآهـــا

 

                                           جــثت في مــعــبــد هــذي «أنــيــسه»

 

فــقــلـت لـه وهــل أمــر غــريـــب

 

                                            إذا صــلّـــى مـــلاك في كــنيـســه؟؟!

 

 

ظل هذا شأن الـخوري إلى أن جاء البرازيل الـمغفور له العلاّمة الدكتور خليل سعاده، وأنشأ سنة 1920 الـجريدة وأطلق بواسطتها من قلمه تياراً من الشعور الوطني الصحيح كهرب النفوس وأثار فيها الـحمية. وكانت مقالات الدكتور سعاده الصاعقية التي حمل بها على الـخمول والـخيانة والتذبذب في الوطنية والـخنوع والاستسلام للأجنبي، وناقش بها موقف الـمسيحيين من الاستقلال ومسألة لبنان، منذ عهد الـمجلة في الأرجنتين إلى عهد الـجريدة في البرازيل، الصورة الأولى للأخلاق الوطنية الصحيحة الـمنزهة عن كل مأرب خصوصي التي عرفها الـمهاجرون، وكان من سوء حظ الـمقيمين ألا يعرفوها حتى سنوات قلائل مضت، والقوة الفكرية الـموجهة للأدباء والشعراء والنور الذي قبسوا منه واستناروا به في أدبهم وشعرهم الوطنيين.

 

لا ينكر إلا كل مكابر أثر الدكتور خليل سعاده في تكوين النفسية الوطنية الـجديدة وشق طريق الروحية الوطنية الصحيحة ووضع قواعد العقلية السياسية الـمتينة.

 

وقد أصاب رشيد سليم الـخوري وإلياس فرحات نصيب وافـر من تأثير الدكتـور سعـاده. وهـذا ليـس قدحاً فيهما، بـل مدحاً لهمـا، إذ همـا شاعـران، كانـا ولا يـزالان يحتاجـان إلى قائـد للفكـر في الشؤون الاجتماعيـة والسياسيـة التي يطرقانهـا بشعرهمـا فضـلاً عـن أي شـأن مـن شؤون الفلسفـة.

 

جارى رشيد الـخوري الـحوادث الوطنية كما كان يرسمها قلم الدكتور سعاده. كما كان يجاري من قبل غير الدكتور سعاده، كما سيجيء ووضع نفسه في مجرى كل تيار عاطفي وطني ونشر الكثير من شعره في الـجريدة. وشيئاً فشيئاً أخذت منظوماته تصير وطنية في معظمها ثم وطنية - سياسية. ويظهر في هذه الـمنظومات تأثره بشعراء العرب ولغتهم وطرقهم وأساليبهم ومناحي شعورهم.

 

وليس للخوري أية معرفة حقيقية أو ثابتة بأدب غير عربي، فهو لا يعرف لغات أجنبية، غير البرتغالية التي اكتسبها في البرازيل، معرفة تخوّله قراءة آدابها ودراسة فنونها. وإذا كان قد بلغه شيء من هذه الآداب والفنون بطريق النقل إلى العربية فهو ليس إلا وشلاً من بحر وأكثره مـمسوخ أو مجتزأ بصورة لا تظهر كل حقيقته وقوّته.

 

ليس قصدنا هنا إعطاء ترجمة كاملة لـحياة رشيد سليم الـخوري وشعره. ولكننا رأينا إيراد هذه اللمحة لـما لها من العلاقة الوثيقة بالطور الـجديد الذي يدخله في نظمه ونثره.

 

إرتقى رشيد الـخوري من ناظم أبيات متفرقة مبعثرة يتخذ جوهراً لها بعض أفكار عامية أو اعتيادية أو عارضة، إلى درجة ناظم قصائد وطنية. فصار ينظم في كل حادثة وكل أمر ويؤيد ويـمدح كل حركة تنشر الصحف عنها أنها وطنية بدون تـحيّز، مقتنعاً بأن يكون هدفه تأييد الأعمال الوطنية بلا فارق بين جماعة وجماعة أو بين حزب وحزب إلا حين يستشعر في الصحف نعت »خونة« أو تشهير »خارجين على الوطنية«. وكان إلى هذا الـحد ناظماً لا بأس بسماع شعره مع الإغضاء عن عواهنه.

 

ولكنه ما كاد يستشعر تـحبيذاً »لوطنية« قصائده حتى أخذت نفسه تـحدثه »بالـخلود« وأصبح في الـمدة الأخيرة يكاد لا يكون له همّ آخر في أدبه أو شعره غير طلب الـخلود بكل وسيلة. وصار يرى نفسه جديراً جداً بالـخلود، خصوصاً بعد أن سمع مديحاً وإطناباً دبلوماسيَّيْن من أمثال الـمير شكيب أرسلان. وسمع العامة تـمدح »الشاعر القروي« ومنظوماته »الوطنية«، حتى أنه خرج إلى الدعوى الصريحة فقال: »وكرّست نفسي لتحرير شعبي«! مُظهراً جهلاً فاضحاً لـما تكون مهمة تـحرير الشعب وكيف يكون تكريس النفس لهذه الـمهمة العظيمة التي ينزلها بهذه العبارة الاعتباطية منزلة شيء عادي بسيط.

 

كان التعبير الـمذكور أول خروج الـخوري إلى الدعوى الطويلة العريضة في استحقاق »الـخلود« بصفة »مكرّس نفسه لتحرير شعبه«. وإذا كان الـخلود يأتي بـمجرّد القول، فقد أصبح رشيد الـخوري خالداً الـخلود الـمنطبق عليه.

 

الولع بالـخلود يصير نوعاً من الهوس أو مرضاً نفسياً كمرض جنون العظمة الذي يصيب الـمولعين بها وبالظهور بـمظاهرها. ومـما لا شكّ فيه أنّ هذا الهوس جعل الـخوري يـمعن في الدعوى ويطلب الـمواقف التي يرى فيها ما قد يبرر دعواه. فهو اليوم لا يريد أن يقف عند حد ناظم ينشىء القصائد في الأعمال والـحوادث الوطنية الـجارية، بل يريد أن يظهر أمام الرأي العام بـمظهر صاحب دعوة، أو على الأقل بـمظهر أرخون من أراخنة «القضية الوطنية» أو من أركان »العروبة« فلا يكون من أتباع سعاده مؤسس النهضة السورية القومية. وإرادته هذه تظهر بوضوح في «محاضرته» التي أعدَّها لـمولد النبي محمد ونشرتها جريدة الرابطة ابتداءً من العدد 527 الصادر في 8 يونيو/حزيران 1940.

 

في هذه »الـمحاضرة« خرج رشيد سليم الـخوري من دائرة الإذاعة السرية ضد الـحزب السوري القومي، وضد زعيم الـحركة السورية القومية إلى الـجهر بعداوته والإذاعة علناً طمعاً بالـخلود كمدافع عن »العروبة والإسلام« عند الأكثرية الـمسلمين. ولكي لا يتوهم القارىء أنّ تشخيصنا مرض الولع بالـخلود الـمصاب به رشيد الـخوري مبني على استنتاجات بعيدة مأخوذة من دليـل واحد مؤوَّل علـى هذا الوجـه نورد هـذه الـحقيقة:

 

تـحدث رشيد الـخوري أكثر من مرة ومرتين، لعدد من أصدقائه، عن خلوده ببيت من الشعر قاله في العَلَم السوري وهو:

 

إن كنت للحق فلتخضع لك الأمـم

 

                                          أو كنت للظلم لا حُيّيت، يا عَلَم

 

 

فلننظر في هذا البيت الذي يجعله الـخوري أساساً يبني عليه مجد خلوده: ليس في هذا البيت شعر أو معنى شعري. فهو كلام بسيط لا يختلف عن كل كلام آخر إلا في أنه منظوم. أما فكرته فليست فكرة شعرية. وهي فكرة قديـمة وردت في أشكال كثيرة كقولك »العدل أساس الـملك«.

 

أما من حيث أنه قيل في عَلَم الشعب الذي ينتمي إليه الناظم فهو إهانة لهذا العلم ولشعور الشعب الذي يـمثله. ذلك أنه يوحي الشك بروح الشعب الرافع العَلَم وبالـحق الذي يـمثله العَلَم.

 

إنّ النفسية العتيقة الرازحة التي يـمثّلها رشيد الـخوري في أدبه، والتي تظهر في هذا البيت الـحقير من نظمه ليس لها وعي يدفعها إلى رفضه وازدراء أدب صاحبه. ولكن النفسية الـجديدة القومية الواعية ترى أنه لو قيل هذا البيت في عَلَم النهضة القومية لاستحق صاحبه أن يُجلد علناً في الساحات العمومية، ليتعلم احترام إرادة الأمة وتقديس رمز وحدتها وقوّتها ومجدها وحقها في الـحياة.

 

وإنّ أدباً بهذا الـمقدار من الذلة والشك والـحقارة يراه »الأديب من إخواننا في البرازيل«، الـمرجح أنه رشيد الـخوري وصاحبه وزميله زكي قنصل، أدباً خالداً يعلو على الـمعتقدات البشرية. أما الـحزب السوري القومي فيراه أدباً سخيفاً يـمثل عقلية صبيانية ويرى أنه عبء ثقيل على كواهلنا يجب أن نطرحه إلى الأرض لنسير بقوة نحو مثل حياتنا الـجديدة العليا. وأصحاب هذا الأدب أصبحوا يدركون أنّ نفسيتهم عتيقة، جامدة، لا قبل لها بالتجانس مع النفسية الـجديدة والسير معها، ويوقنون أنّ الصراع الذي أعلنه سعاده، وأشارت إليه سورية الـجديدة في افتتاحيتها »الصراع بين جيلين، جيل يريد مقوياً ينعش قواه الـمنهوكة ويساعده على الاستمرار في خصوصياته، وجيل يريد سحق الـخصوصيات ويشعر في قوّته القدرة على تنفيذ ما يريد« ليس شيئاً خيالياً غيبياً، بل أمراً حسياً واقعياً. وشيئاً آخر أدركه أصحاب هذا الأدب الـمائت هو أنّ الـحرب بين النهضة القومية والرجعة الدينية - الإقطاعية هي حرب حقيقية لها معاركها وأبطالها وانتصاراتها ولها أيضاً - وهو الشيء الـمخيف لهم - قتلاها وجرحاها وانكساراتها. فعمدوا إلى مباشرة أسباب الدفاع وإعداد السلاح لصد الهجوم.

 

الـحرب بين النهضة القومية ونفسيتها ومناقبها من جهة، والرجعة ونفسيتها وخصوصياتها من جهة أخرى كانت أمراً متوقعاً عند سعاده، لأنه يعرف طبيعة الرجعة ونفسيتها، ويعلم أنّ أصحاب الـمكانة الـمبنية على أساس الـمناقب التقليدية الفاسدة لن يلقوا سلاحهم ويسلّموا الأمر إلى القيادة القومية. وهو يعلم ويقول إنه لا فائدة من التوفيق بين النفسية الـجديدة والنفسية العتيقة، وإنّ الـحرب شرط للنصر. وقد أعلن في خطابه إلى الـجالية السورية في البرازيل الـمنشور في العدد 16 من سورية الـجديدة أنه لا يريد »انتصاراً بارداً هيناً بدون حرب«!

 

ولـمّا كانت الـحرب بين النهضة القومية وأعدائها، أصحاب الـخصوصيات والرجعة، واقعة، فلا بد أن تشمل الأدب أيضاً، لأنها حرب كلّية بين نفسيتين وما فيهما من قوى وعناصر. وقد أيقن بذلك أصحاب خصوصيات الـخلود كما أيقن به أصحاب خصوصيات الشهرة والعظمة والـمآرب النفعية. وشعروا بالـخطر العظيم على خصوصياتهم منذ ظهور أول عدد من سورية الـجديدة حاملاً الافتتاحية الـمذكورة آنفاً التي يعلن سعاده فيها الـموقف الصريح الـحاسم الذي ستقفه النهضة القومية من أصحاب الـخصوصيات ومن الروحية العتيقة.

 

كان رشيد الـخوري في عداد أصحاب الـخصوصيات الأُوَل الذين شعروا بهذا الـخطر على »خلودهم« وقد بلغ الزعيم، حين كان في سان باولو، شيء مـما يقوله الـخوري في بعض الـمجتمعات ولبعض إخوانه ضد الـحركة القومية والزعيم. ثم جاء خبر ما كتبه الـخوري إلى أحد أصدقائه في الوطن بشأن توقيف الزعيم هنا، فاكتفى بتكذيبه لـ سورية الـجديدة فقط مع أنّ الواجب كان يقضي عليه بتكذيبه لصحف الوطن أيضاً. وسواء أكان صحيحاً ما كذبه الـخوري أم لم يكن، ففي الاكتفاء بتكذيبه لـِ سورية الـجديدة فقط دبلوماسية يعدّها أصحاب النفسية العتيقة »دهاء« وتعدّها النفسية الـجديدة رياءً وغشاً. والنتيجة التي تتوخاها هذه الدبلوماسية هي:

 

1 - إكتساب رضى الفئات القوية التي تقاوم هجوم الـحركة القومية.

 

2 - إكتساب رضى القوميين بنشر كلمة تُسْكِنُ غضبهم في صحيفة قومية.

 

3 - حفظ خط الرجعة في كلتا الحالتين.

 

هذه هي خطط تفكير دبلوماسية النفسية العتيقة وهذا هو مبلغ دهائها.

 

إستمر رشيد الـخوري يغتاب الـحركة القومية والزعيم على الصورة الـموصوفة آنفاً، طول الـمدة السابقة »لـمحاضرته« التي خرج بها إلى الـجهر. وإليك، أيها القارىء، نسخة من بعض أقوال الـخوري:

 

»ما معنى هجر سوري بلاده، تاركاً وراءه امرأته وأولاده؟ أليس هذا شأن أنطون سعاده، وقد ترك رفقاءه يتحملون ويلات الـحالة الـحاضرة في الوطن وجاء يتنقل سليماً(!) في الـمهاجر الأميركية؟» (وقد أخذ هذه الفكرة عن رشيد الـخوري الـخائن خالد أديب، من غير أن يعترف بحقوق النقل أو يراعيها).

 

»إذا كان سعاده لا يؤمن بأعمال الأحزاب السورية الأخرى ورجالها (يعني أصحابه »الدهاقنة« من »الكتلة الوطنية« التي سقطت سقوطاً معيباً في عين الشعب أو غيرهم من النفسية عينها) فنحن أيضاً لا نؤمن بأعماله.«

 

»لـماذا هذه الضجة القوية في صحافة الأرجنتين وفي سورية الـجديدة من أجل تقديـم كتاب جبران مسوح إلى الزعيم في حين أنّ أحد الشعراء في الأرجنتين (يعني صديقه وزميله زكي قنصل) قدم ديوانه إليَّ ولم تشر إلى ذلك صحيفة واحدة؟«

 

»من أين للقوميين هذا الـمال الكثير؟« (ولم يبيّن الـخوري مقدار هذا الـمال الكثير. ولم يكلف نفسه سؤال دائرة التحقيق في سان باولو عن مصدر »الـمال الكثير«).

 

»إنّ رشيد شكور ترك الـجريدة أولاً ثم ترك الـمنظمة« (هنا صار رشيد شكور »وطنياً« عظيماً عند رشيد الـخوري، بعد أن كان يطعن فيه عند الزعيم ويقول عنه إنه سخيف وإنه كان يحاول بلع أموال »كتلة الدفاع الوطني« الـمرحومة، وإنه كاد ينجح في ذلك لولا تدارك الـخوري الـمال وإرساله إياه إلى نبيه العظمة في دمشق).

 

»إنّ ماضي أنطون سعاده معروف. وماذا تنتظر من رجل كان يضرب أباه؟..«

 

هذا قليل من كثير كان يدسّه رشيد الـخوري في أحاديثه الـخصوصية عن الزعيم.

 

أما سبب هذا الدسّ فكان ما رآه من عدم وجود محل »لشعره« في النهضة القومية وإظهار الزعيم عدم رضاه عنه. وقد يكون بلغ الـخوري أنّ الزعيم أمر، في اجتماع قومي في برمانا، بـمنع قراءة الأعاصير. أو قد يكون هنالك سبب آخر سينجلي.

 

وأما سبب خروجه إلى الـجهر ضد الـحركة القومية فالأرجح أنه خبر من صديقه زكي قنصل يقول له فيه إنّ الزعيم استشهد ببعض قصائده على الأدب الذي يراه ضاراً بالروحية القومية.

 

                                                                            هاني بعل

 

                                                                           للبحث استئناف

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro