حضرة عضوي اللجنة الـمفوضة،
كنت قد كتبت إلى مدير شؤون الـجريدة [جورج بندقي] القومية في شأن تأليف مجلس أو لـجنة إدارية لهذه الـجريدة. وأشرت إلى عدد من الأشخاص الذين رأيت أن يكملوا الـمجلس وكانت إشارتي أولية، غير نهائية، لأني أردت أن أقف على وجوه النظر الرسمية وغيرها التي يـمكن اللجنة الـمفوضة إبداؤها. وقد وردني أول أمس من عضو اللجنة الرفيق توما توما كتاب غير رسمي أطلعني فيه على انعقاد اجتماع من الرفقاء توما [توما] وفؤاد بندقي وتوفيق بندقي وجورج بندقي ورشيد شكور »تقرر فيه الأمور التالية:
1 - تتألف لـجنة تدعى اللجنة الإدارية لـِ سورية الـجديدة.
2 - يكون عدد أعضائها مقتصراً على الـخمسة أشخاص الذين حضروا الاجتماع.
3 - تكون حقوق هذه اللجنة تناول شؤون سورية الـجديدة إدارياً ومالياً، ويكون لها حق الإشراف والاطلاع على ما ينشر فيها من الـمقالات والأخبار ما عدا مراسلات حضرة الزعيم والـمراجع العليا. وهذه اللجنة تكون مسؤولة تـجاه الـمراجع العليا عن سورية الـجديدة وموقفها أمام القضية السورية القومية.
4 - فصل سورية الـجديدة إدارياً عن الـمطبعة، أي أن تستقل سورية الـجديدة استقلالاً كاملاً إدارياً ومالياً، فيكون لها مركز خاص تستقبل فيه مشتركيها ومديريها. وعلى ما أؤكد أنّ من يتسلم الـمركز الـجديد الإداري هو الرفيق إدوار [سعاده]، إذ بُحث هذا الأمر ولم يُقرر نهائياً في الـجلسة الأولى.
5 - أن تـجتمع هذه اللجنة مساء كل يوم جمعة أسبوعياً.
6 - أن تنتظر موافقة حضرة الزعيم على عملها هذا.«
وهذه الكتابة تـجعلني أعتبرها بـمثابة مخابرة رسمية في صدد مشروع الـمجلس. وروح الـخبر تـحملني على الفهم أنه قد تقرر اقتراح تقرير الـمواد الـمذكورة. وهذا الـمعنى كان يجب ألا يكون ضمنياً وأن يكون معلناً.
بناءً عليه، ولـمّا كان مشروع الـجريدة أهم مشروع إذاعي للحركة السورية القومية، ولـمّا كان تنظيم هذا الـمشروع من أهم الشؤون الإدارية النظامية الـمتعلقة بالإذاعة، فقد درست ما ورد في كتاب الرفيق توما الـمؤرخ في 1 أغسطس/آب الـجاري وما ورد في كتاب مدير شؤون الـجريدة، بدون تاريخ، وتسلمته اليوم وفحصت الطابع والروسم فوجدت أنه صادر من سان باولو بتاريخ الثامن الـجاري. وأعدت النظر في حالة الـجريدة والأفراد العامليـن وفي مقتضيات الـحاجة، ووجدت أنّ إنشاء مجلس إداري أوفى بالغرض من لـجنة إدارية. وإنّ غرض هذا الـمجلس وصلاحياته يجب أن تكون محددة، واضحة، لكي لا يحدث فوضى أو تضارب في الصلاحيات. وأن أقوم بهذا التحديد لكي تتضح الصلاحيات والـمسؤوليات بسرعة تسمح بـمباشرة العمل حالاً. وأن أعيّـن أعضاءه بصورة نهائية معتمداً على الـحاجة السياسية والإدارية. فقررت أن أضع مرسوماً بإيجاد هذا الـمجلس ليكتسب الصفة القانونية. وإني أطلب الآن من اللجنة الـمفوضة بصفتها الـمركز التنفيذي التسلسلي في نطاقها الذي يجري التبليغ والتنفيذ بواسطته أن تأخذ علماً بـما يلي:
1 - إنّ إيجاد الـمجلس يقصد منه صفة دائمة.
2 - إنّ تأليف الـمجلس يكون من الـمراجع الـمختصة، التي هي عمدة الإذاعة في الدرجة الأولى، والزعيم في الدرجة الأخيرة.
3 - إنّ هيئة الـمجلس الإداري خاضعة للتغيير أو التعديل من قِبل هذه الـمراجع للأسباب التي يكون من حق هذه الـمراجع وحدها تقديرها.
4 - إنّ هيئة كتابة وتـحرير الـجريدة خاضعة لهذه الـمراجع بصورة مطلقة.
5 - إنّ الـمؤسسات الـمختصة بالـجريدة، كالـمؤسسات الـمختصة بإدارة الـحزب خاضعة لـمبدأ التعاون والتضامن في الصلاحيات والـمسؤوليات مع الإدارة العليا.
بناءً عليه: تـجري اللجنة الـمفوضة تبليغات أولية، خاضعة للتثبيت الرسمي بـموجب مرسوم:
6 - إنه قد أنشىء مجلس إداري لـِ سورية الـجديدة ستحدد صلاحياته في مرسوم يصدر قريباً.
7 - يتألف الـمجلس الإداري موقتاً من الرفقاء عضوي اللجنة الـمفوضة وفؤاد بندقي ومدير الشؤون فقط.
أما الـمحررالـحالي فعضو اللجنة الـمفوضة الرفيق توما توما، الذي اطّلع على أكثر تفاصيل إنشاء الـجريدة، يعلم أني ما كنت مزمعاً على تعيينه محرراً، وأني اضطررت إلى هذا التعييـن بحكم الوقت والظروف. وأنا ما عيّنته إلا بصورة موقتة ولأجل الاختبار. ومـما لا شك فيه أنّ تعييـن محرر لـجريدة تـحمل طابع الـحركة السورية، يحتاج إلى تدقيق كثير في إمكانية الشخص الـمرشح تـحقيق الأغراض التي تقررها الإدارة العليا وفي ثقافته القومية وكيفية فهم النهضة السورية القومية. والاختبار الذي أجراه الرفيق رشيد شكور قد دل على أنه، في الدرجة الأولى:
1 - أديب من أدباء الـمدرسة السابقة ظهور النهضة السورية القومية.
2 - مع أنه قرأ نشوء الأمـم ومبادىء الـحزب السوري القومي فإنه يكتب تـحت تأثير الدروس العامة التي درسها سابقاً.
3 - إنه لم يكتب شيئاً يدل على فهمه نشأة الـحزب السوري القومي وقيمة العمل الذي تـم.
4 - إنه يجهل الشيء الكثير من تاريخ النهضة السورية القومية ومن قضاياها الكبرى.
5 - إنه يجهل الفن السياسي الضروري لترؤس كتابة وتـحرير جريدة كجريدة النهضة السورية القومية. فهو كاتب أدبي أكثر منه كاتب سياسي.
6 - إنّ كتابته خرجت خروجاً بارزاً على اتـجاه الـحركة السورية القومية، وعلى التوجيهات الروحية والسياسية الـمعطاة له، فسبّب هذا الـخروج حملة على الـحزب السوري القومي في الوطن، وتعرّض الـحزب وسياسته لـخطر. والـمقالة التي كتبها محمد النقاش في صوت الأحرار معرضاً بزعيم الـحزب السوري القومي استند فيها إلى فقرات غير موفقة من مقالات الرفيق رشيد. وهي فقرات لا يـمكن بوجه من الوجوه الـموافقة عليها. وإذا كنت لم أرسل وأعلن ذلك على صفحات الـجريدة فذلك لأسباب خاصة بسياستي الإدارية، من جملتها عدم تعريض هذا الرفيق الـجديد لصدمة قوية داخل الـحركة وخارجها. ولكن قد أصبح من الواضح أنه يجب وضع حد »لتعريضه الـحزب لأمور يجهل هو عواقبها.«
بناءً عليه وعلى أنّ الـمحرر الـمعيّـن شاذ في معاملاته النظامية، وعلى أنّ كتابته تـحمل طابعاً خاصاً به، لا يـمكن إدارة الـحركة السورية القومية أن تتبناه وتتحمل مسؤوليته، يبلّغ الرفيق رشيد شكور أنّ الـمدة الـموقتة لتعيينه محرراً لـ سورية الـجديدة تنتهي في آخر شهر أغسطس/آب الـجاري. وهو لذلك لا يـمكن أن يكون عضواً في الـمجلس الإداري، الذي قررت وضع قاعدة له، إنّ مدير الشؤون والـمحرر الثابتيـن يكونان بصورة عملية ذاتية عضوين دائميـن في هذا الـمجلس. وقد اتخذت التدابير اللازمة لـمواجهة مسألة التحرير ولإيجاد الـمحرر الذي يـمكنه أن يتولى هذه الـمهمة الدقيقة ويبلّغ كل أمر في حينه.
لا يـمنع هذا التدبير الرفيق شكور من أن يستمر في عمله الأدبي، ولا يؤثّر على صفته الأدبية. ولكن إقصاءه عن السياسة قد يسهل له النمو الأدبي، بشرط أن يدرس أصول التفكير القومي الـمثبت درساً عميقاً، بطيئاً، راسخاً لا درساً سطحياً كما فعل وكانت له نتائج سيئة.
بناءً على التبليغات الأولية الـمطلوب من اللجنة الـمفوضة إجراؤها، يـمكن الـمجلس الإداري القيام بأعمال تـمهيدية وبـما تقتضيه الـحالة، ويكون لهذه الأعمال والتدابير صفة موقتة إلى أن يكون صدر الـمرسوم وأوجد الشكل الثابت القانوني للمجلس، فيمارس أعماله بناءً على الصلاحيات والـمسؤوليات الواضحة له. وفي البريد القادم أخابر الـمجلس في ما يجب القيام به.
جميل صفدي: يجب إقصاء هذا الشخص عن كل دائرة قومية وطرده من إدارة الـجريدة، لأنّ أدلة الـجاسوسية أصبحت متوفرة عليه. وإني آسف، لأنّ حالة الإعياء التي كنت فيها أثناء وجودي في سان باولو منعتني من الاحتكاك بنفسي بهذا الشخص. ولو كان حدث شيء من هذا الاحتكاك لـما وصلنا إلى هذه النتيجة. وقصده من التردد على إدارة الـجريدة والـمطبعة الوصول إلى الـمعلومات التي يريدها أعداء الأمة والـحركة القومية وأعداء الـجريدة وأعداء الرفيقيـن بندقي اللذين وراء الـجريدة. فإقصاؤه بقوة وعنف عن الـجريدة والـمطبعة ينقذ الـموقف. وليكن العنف مقتصراً على الـجريدة والـمطبعة.
أما الشؤون الـحزبية فيمكن إقصاؤه عنها بدون الالتجاء إليه. وإنّ إفلاس بيت الصفدي وذيوله حجة ظاهرية كافية لتجنبهم وعدم الاكتراث بجميل وأخيه الدكتور [وديع صفدي].
سلمى صائغ: إنّ هذه السيدة الـخطرة ستلجأ إلى الادعاء أنها قومية أكثر من القومييـن، حتى إذا استوثقت من ثقة الناس بها تبدأ بحملتها على الزعيم. والـحملة على الزعيم هي الـخطة التي يلجأ إليها الأعداء لتفكيك صفوف الـحركة القومية والقضاء على وحدتها وحيويتها ومعنويتها، فتسقط القضية وتصبح فكرة خيالية، فيجب تـحذير الأعضاء في كل مكان والأصدقاء والغيورين من خطرها ودهائها.
مخابرة اللجنة: لتتخذ الـمراسلة صفة اللجنة الـمفوضة الرسمية وتـحمل الرسالة توقيع العضوين.
الشؤون الأخرى الإدارية: تـجري الـمخابرة بها مع الوكيل العام لـمكتب عبر الـحدود رأساً.
الـمسائل الـمالية: على الفرع الذي ترأسه لـجنتكم القيام بـمجهود لتأميـن سفرة الزعيم إلى أميركة الشمالية.
النتائج هنا: إنّ الأوساط قد ابتدأت تتحرك، أما النتائج القريبة وخصوصاً الـمالية فلما أستطع تقديرها. وعسى أن يصير في الإمكان قيام هذه الأوساط بـمساعدة ذات أهمية.
لتكن الـحيطة والكتمان صفتيـن لازمتيـن ملازمتيـن لـجميع الأعمال عندكم.
سلامي لكما وللرفقاء، ولتحيى سورية.