مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
توطئة
 
 
 
 

 

يكتب سعاده إلى فخري معلوف رسالة بتاريخ 1936/11/12 يقول له فيها: فأريد أن لا تنقطع عن الإجتماع، وأن ترى أن لا يكون هنالك تـحيّز شخصي، وأن تـحارب روح الـ «Clique»، بكل قواك، وأن تسهّل دخول عناصر جديدة صالـحة إلى ميدان العمل.

 

لكن كيف تنشأ الكليكات وتتفشى في كتلة عقائدية تعمل ضمن مؤسسات مترابطة بطريقة بديعة؟

 

لا شك أن الـمسألة مرتبطة بالأخلاق إذ أن من أهم مسائل النهوض القومي بعد تأسيس فكرة الأمة وبعد تعيين الـمقاصد الكبرى، هي مسألة الأخلاق، هي مسألة العقلية الأخلاقية، هي مسألة الروحية الـحقة التي يـمكن أن تفعل في الـجماعة، في الـمجتمع. وفي هذا الصدد يقول سعاده في الـمحاضرة العاشرة في الندوة الثقافية في شرحه لغاية الـحزب وخطته:«كل خطة سياسية وكل خطة حربية مهما كانت بديعة ومهما كانت كاملة لا يـمكن تـحقيقها إلا بأخلاق قادرة على حمل تلك الـخطة فيها صلابة العزيـمة وشدة الإيـمان وقوة الإرادة وإعتبار الـمبادئ أهم من الـحياة نفسها لأن الـحياة الإنسانية بلا مبادئ إنسانية يتمسك بها الإنسان ويبني بها شخصه ومعنى وجوده، هي باطلة، هي شيء يساوي حياة العجماوات.في كل ناحية من نواحي أعمالنا القومية والسياسية في بلادنا. في كل فئة أو بيئة لم تتخذ عقلية أخلاقية أساساً يضطلع بالأغراض والأعمال نـجد التشويش والفشل والـخيبة.

 

»كل نظام يحتاج إلى الأخلاق بل إن الأخلاق هي في صميم كل نظام يـمكن أن يكتب له أن يبقى.

 

في الـمعارك الدائرة اليوم في سورية، في الـمعارك السياسية، في لبنان والشام والعراق، في كل مظهر من مظاهر أعمالنا الفكرية والسياسية والإجتماعية. نـجد كم هو ضروري العامل الأخلاقي وكم ينقص مجتمعنا تأسيس عقلية أخلاقية جديدة لأن العقلية الأخلاقية الـجديدة هي شيء أساسي جداً. وفي رسالات وخطب ومحاضرات عديدة وجّهتها إلى القوميين الاجتماعيين أظهرت كم هو أساسي وضروري فهم العقلية الأخلاقية الـجديدة التي تؤسسها تعاليم الـحزب السوري القومي الإجتماعي. في نظام غير نظامنا نـجد حالات أليمة. يتجه الفرد الذكي في بلادنا أول ما يتجه إلى ناحية السياسة. نحن أكثر أمة في العالم اشتغالاً في السياسية. والسياسة هي أساس العقلية الأخلاقية القديـمة في هذه البلاد«.

 

»هذه ولا شك العلة الأولى والسبب الأول في تفشي الكليك الذي يقود إلى الفوضى والضياع، ولا بأس من الإسترسال فنتابع مع سعاده:

 

»تكاد لا تخاطب واحداً ذكياً في هذه البلاد إلا وتـحس أنه يخاطبك بـمهارة سياسية فائقة، تـحس كأنه دبلوماسي جاء من بلاد الإنكليز، وتـحس أن السياسة تبعده عنك بقدر ما هو بعيد الإنكليزي عنك.

 

»الـمفقود بيننا التصارح الفكري الـخالي من السياسة، الـمفقود بيننا الشعور بأنه يجب حين يخاطب واحد منا الآخر أن يضع السياسة في خزانة ويقفل عليها بالـمفتاح.

 

»لا يجوز في الإخاء القومي الصحيح أن نتكلم في السياسة، السياسة يجب أن تترك للمتخصصين في السياسة. أما القومي فيجب أن يكون قومياً صحيحاً مجرداً من السياسة في كل مجتمع وفي كل حديث مع كل مواطن من أمته«.

 

والآن، وبعد أن تفشّى الـمرض وانتشرت الكليكات والتي يلمسها أي مراقب والتي لا يقضي عليها إلا الأخلاق الـجديدة. كيف سنؤسس للأخلاق الـجديدة ونـجعلها تنتشر وتضع حداً لإنتشار الـمرض؟ بدون شك وطول تفكير نقول أن التربية هي العامل الأساس للنجاح في الـحد من الـمرض. ونعود مرة ثانية إلى سعاده لنقرأ في رسالة منه إلى وليم بحليس بتاريخ 12/8/1941 كيف السبيل لـجعل الـجميع يتضامنون ويشعرون بأنهم جسم واحد.

 

»... ولا تنسى أن الـحركة القومية تبث روحاً جديدة لم تكن موجودة من قبل. فنحن يجب أن نصبر على الأمور وأن نعالج الـمسائل بحكمة ودرس، وإلا فإننا نخسر جميع الطيبي القلب الذين لم يحصلوا على ثقافة وتربية عقائدية، وهم الأغلبية. نحن مهمتنا التربية في الدرجة الأولى، ولو كان الـجميع أو الأكثرية يفهمون القضايا فهماً صحيحاً بسرعة لـما كنا الآن في هذا الـموقف. ولكننا يجب أن نتغلب على الصعاب لا أن ندع الصعاب تتغلب علينا. إذا كان من الصعب جمع جميع القوميين دفعة واحدة فلا أقل من جمع فئة، مهما كانت قليلة، من الشباب أمثال إميل بندقي وإدوارد سعاده، وإن لم يكونوا أكثر من إثنين أو ثلاثة في شبه مديرية أو لـجنة للشباب تسير في أعمالها موقتاً بهذه الصفة، ولكن بطريقة نظامية واجتماعات موقوتة حتمية لها، أو يصير لها منهاج عمل في كيفية بث الدعوة بين الشباب ودرس الأشخاص. فيكون هذا التشكيل نواة لنمو فرع صغير، ثم يصير تنظيم فئة من الـمتقدمين نوعاً في السن فتتألف منهم نواة أخرى. فتحضر أنت اجتماع هؤلاء مرة في الأسبوع أو كل 15 يوماً. بينما هم يجتمعون بـمواظبة كل أسبوع مرة، وتـحضر اجتماع أولئك كل أسبوع أو كل أسبوعين مرة. وتطلب من كل فئة أن تعرض عليك نتيجة أعمالها وأن تضع تقريراً بها كل شهر أو شهرين. ويصير البحث ضمن هذه الإجتماعات عن فلان وفليتان، وعن هذه الـمسألة وتلك، وهذا الـمقال أو ذاك، فيبدأ التضامن وشعور الـجميع بأنهم جسم واحد تسري فيه روح واحدة وتسيطر عليه عقلية واحدة بالتمازج.

 

»هذه هي الطريق الوحيدة والصحيحة لنهوض الـحزب في سان باولو وفي كل مكان، وبعد أن يتمازج الأعضاء ويتعارفوا ويجري الإختبار الأول، تدرس الوضعية من جديد وتعطى حلولاً جديدة. هذه هي القاعدة الطبيعية فكل شيء يتطور تطوراً وينمو نـمواً، إذا كان كائناً حياً، ولا شيء يوجد كما هو في حالة واحدة إلا العدم. وكيف تريد أن يرتفع تقدير الأفراد العاديين للحزب عن مستوى جمعية بسيطة وهم لا يرون منه ما يجعلهم يحسون غير ذلك. أما الـمقالات في الـجرائد فليست كافية لإعطاء التأثير الـمطلوب، العمل الإفرادي، أي مع الأفراد، هو الأساس. وفي بدء عهد الـحزب كنت أسير بنفسي أحياناً كثيرة مسافات تـحت الـمطر لأجلب عضواً إلى اجتماع تأخر عنه. وكنت آخذ الفرد، كما يأخذ الـمعماري الـحجر، فأصرف ساعات وساعات في إفهامه الأمور والعقيدة التي أضرب لها ألف مثل ومثل واستمر على ذلك حتى أشعر أنه أصبح صالـحاً ليوضع في الـمدماك، وإذا كانت قد رسخت العقيدة فبفضل هذه التربية الإفرادية أولاً. ولم أكن أترك شخصاً يسقط إلا بعد قطع الأمل منه أو لعدم وجود وقت أو إمكانية لإنقاذه«.

 

هذا ما حدا بلجنة النشر في مؤسسة سعاده للثقافة أن تولي الـموضوع اهتماماً خاصاً وترفده بـمصنفات جديدة تدعم موضوع التربية القومية مثل النقد الأدبي والتوجيه والإدارة خاصة وأن إهمال تطبيق الـمرسوم عدد 4 الـمتعلق بلجان الـمديريات ومجالس الـمنفذيات ساهم في تفشي السياسة بين القوميين وهو أي الـمرسوم عدد 4 يعطي الـحزب »حيوية كبيرة« كما يقول سعاده.

 

لذلك تأمل مؤسسة سعاده أن يساهم هذا الـمصنف في العودة إلى الأصول ليصبح في الـمستطاع تنكب الـمهمة العظيمة الـملقاة على عاتقنا.                                   

 

                                                                          مؤسسة سعاده للثقافة

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro