مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
السياسة الخارجية شرق البحر السوري
 
 
 
جريدة النهضة،بيروت،العدد 11، 1937/10/26
 

 

لا يزال النزاع السياسي على التفوق في البحر السوري محتدماً. وبينما لـجنة الـحياد الـمنعقدة في لندن تبحث الـمسألة الإسبانية[1] وتسوية قضية التوازن السياسي في غرب هذا البحر، نلاحظ أنّ الـحالة في شرقه وجنوبه هي حركة القصد منها تدعيم الـحالة الراهنة.

 

إنّ انتصارات القائد الإسباني القومي[2] الأخيرة دلّت على صحة ما ذهب إليه كاتب النهضة السياسي في عدد سابق بشأن موقف الـجبهة الإيطالية - الألـمانية من لـجنة الـحياد. فبعد سقوط جيجون لم يبقَ في أيدي الـحمر من الـمرافىء الإسبانية الشمالية سوى مرفأ واحد هو مرفأ «أفيلا»، وسقوطه بعد جيجون قد أصبح محتماً، وبذلك يصبح الهلال الـمحدق بـمدريد تاماً ويسهل للقوميين حشد قواتهم حول مركز إسبانية للقيام بضربة قاضية. وهذا ما أصبح في حكم اليقين عند الـحمر الذين أجروا اتفاقاً بين بلنسية وبرشلونة لنقل عاصمتهم من الأولى إلى الثانية في قطلونية. فالـخطر على مدريد بعد الانتصارات الأخيرة صار مداهماً. وبلنسية منكشفة تـجاه البليار.

 

وفي الـجنوب الشرقي لا يكون موقف الـحمر بهذه الدرجة من الـحصانة لوجود قوات إيطالية موالية للقوميين في جزيرة ميوركة القائمة تـجاه بلنسية. ولذلك فالكفة في الـحرب الإسبانية قد أمست راجحة في جانب القوميين.

 

الـحقيقة أنّ مسألة التوازن في غرب البحر السوري آخذة في الاقتراب من الـموقف الفاصل. وحدوث هذا التبدل الـخطير في الغرب يدعو بطبيعة الـحال إلى إحداث ردّ فعل في الشرق. وردّ الفعل يجري الآن في ليبية وجنوب سورية ويـمتد إلى البحر الأحمر إلى اليمن.

 

وبينما الدول الـمطالبة بنصيب أكبر في الـمواد الأولية والأسواق في العالم تبذل الـجهود العظيمة للوصول إلى غايتها، تأخذ الدول الـمحافظة على الـحالة الراهنة في بذل جهود جديدة لتثبيت مركزها بصورة حاسمة. وما مسألة فلسطين إلا مظهر من مظاهر الاتـجاه السياسي الـجديد.

 

والزحام بالغ أشده بين إيطالية وبريطانية. وقد وجدت إيطالية في وعد بلفور البريطاني منكشفاً ضد بريطانية في الأقطار الإسلامية، فقامت تتحدى لاستغلال العصبية الدينية الإسلامية وتبدي عطفاً على الـمسلمين وشعورهم وفي الوقت عينه يجري تشجيع كثير للنقمة على بريطانية وسياستها.

 

أما بريطانية فإنها بصمت قدمها في مناطق نفوذها ولم تتصدَّ لـمسّ إحساسات الـمسلمين بشيء إلا في مسألة الوطن القومي اليهودي. ففي حين أنها وضعت مشروع إيجاد الدولة اليهودية juive de في جنوب سورية، أخذت تلوّح للسوريين في الـجنوب بنوع من الاتـحاد العربي يفقدهم وطنهم الأصلي ويلحقهم بإحدى الدول العربية الواقعة تـحت نفوذها. ولذلك تساهلت في أمر تدخّل الـمملكة العربية [السعودية] والـمملكة العراقية وإمارات بلاد العرب في قضية فلسطين وتـمهيد صعابها.

 

لا تريد بريطانية أن تفقد مناصرة اليهود بـما لهم من قوة مالية. وهي لذلك لن تتخلى عن وعدها لهم. وفي هذا الوقت الذي يتجهم فيه وجه السياسة وتتوتر العلاقات بين الدول تريد بريطانية أن تكون واثقة من تأييد اليهود.

 

وإذا كان العالم العربي يسخط الآن عليها بسبب الوطن القومي اليهودي فهي تقوم في بلاد العرب والعراق ومصر بسياسة تـجعل لـمصالح هذه الدول القومية الوزن الكافي لإبطال فعل السخط. فبريطانية لا تزال حامية مصر بعد الاستقلال وهي كذلك حليفة العراق والـمملكة العربية [السعودية].

 

أما في فلسطين فسياستها ترمي إلى إقرار الـحالة التي ترضي اليهود، فتوجد الدولة اليهودية وتؤمّن نفوذها ومركزها في شرق البحر السوري.

 


[1] الـحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)      

 

[2] فرنكو باهاموند، فرنشيسكو (1892-1975) قائد الـجيش ورئيس الـحكومة عام 1936 ورئيس الدولة، إضافة إلى الـمسؤوليات السابقة عام 1938.

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro