مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
بلاغ من مكتب الزعيم في صدد فلسطين
 
 
 
 

 

إلى الرفقاء القومييـن الاجتماعييـن،[1]

 

إنّ تطورات الـمسألة الفلسطينية الأخيرة، بعد دخول جيوش الدول السورية والعربية أرض فلسطين، لم تغيّر، ويا للأسف، الـمصير السيىء الذي قرّرته لها سياسة الاحتكارات والـخصوصيات والغايات الرجعية.

 

وإنّ دخول الـجيوش الـمذكورة فلسطين لم يغيّر، ويا للأسف، من الـمسألة الفلسطينية غير الناحية السورية. فكل ما حدث حتى الآن هو أنّ الـمنطقة التي لا تزال سورية في فلسطين قد تـجزّأت الآن بين السوريين والـمصريين، إذ احتل الـجيش الـمصري جزءاً هاماً من جنوب فلسطين وأخذ يعيّـن له الـمأمورين الذين يتناولون رواتبهم من الـخزانة الـمصرية. ويقال إنه تـجري مفاوضات لـجعل ملك الأردن عبد الله يتنازل للملك العربي إبن السعود عن العقبة السورية فتتقلص شواطىء سورية عن البحر الأحمر. أما الدولة اليهودية الناشئة فلا تزال الـحدود الرئيسية الـمرسومة لها سليمة. وقد تـمكن اليهود، في أثناء الهدنة التي عقدت ضد مصلحة السورييـن من إنقاذ منطقة القدس الـجديدة من الضيق ومن كسب الوقت لـمضاعفة أجهزتهم. والظاهر أنّ التقسيم الذي كان يجب أن يجري سلميّاً بلا خراب مدن وبيوت سورية لم يتغير حتى الآن، إلا في الشكل، إذ بدلاً من أن يحدث التقسيم بيـن السورييـن في فلسطيـن واليهود، قد حدث بين السوريين والـمصريين والعرب فخرجت من يد السوريين الأقسام التي كانت لهم بـموجـب قـرار التقسيـم وصارت إلى مصـر ويحتمـل أن يصــير بعض شـرق الأردن إلـى العرب وهكذا يقتسم بعض الإخوان العرب أرض الأمة السورية كما يحاول أخذ جزء منها اليهود.

 

يقال إنّ في النية إخلاء الأراضي السورية من قبل الـجيوش الـمصرية والعربية متى أجهز على اليهود. ولكن الدول الـمحاربة قبلت بالهدنة ومحاولة التسوية. فإذا لم يجهز على اليهود في شهرين أو ثلاثة، إذا استؤنف القتال فهل يعني ذلك أنّ الأقسام التي يحتلها الـمصريون والعرب ستبقى في أيديهم بحجة محاربة اليهود في الـمستقبل؟

 

إنّ تنبؤات الزعيم في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الـماضي وبعد نشوء الأزمة الفلسطينية وبعد دخول الـجيوش السورية والعربية فلسطين قد تـمت بحذافيرها. وإنّ من دواعي الأسف أن لا تكون تلك التنبؤات والإنذارات قد أفادت الفائدة الـمطلوبة في إيقاظ الأمة السورية إلى الـخطر الـمداهم وفي جعل القائمين على الأمر في الدول السورية يهتمون بالاستفادة من بعد نظر القيادة القومية الاجتماعية ومقدرة الـحركة القومية الاجتماعية التنظيمية في السياسة والـحرب.

 

إنّ الذين لا يفهمون كيف تقرر مصائر الشعوب قد وجهوا لوماً إلى الـحزب القومي الاجتماعي لعدم اندفاعه في تأييد الاعتباطيات السياسية والـحربية وفي عضد الـجهل والعجز. ولكن النتائـج قد برهنت على حكمة القيادة القومية الاجتماعية ومعرفتها الأسباب والنتائج.

 

إننا نود لو كنا تـمكّنا من القيام بـما كان وبـما لا يزال في مقدورنا القيام به في السياسة والـحرب من أجل إنقاذ فلسطين وإبقائها سورية لـمصلحة سورية وخير العالم العربي.

 

إننا تنبأنا بالكارثة ودللنا على الأخطار وأنذرنا ولكننا لم ندخر أية مساعدة تـمكنّا من تقديـمها. فإذا كان من لوم فهو لا يقع إلا على الذين اضطلعوا بالـمسؤولية وباشروها.

 


[1] بلاغ من دون تاريخ. الأرجح أنه كتب في شهر أغسطس/آب 1948.

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro