مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ملحق رقم 16 المساعدات القومية الاجتماعية في معارك فلسطين
 
 
 
النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، المجلد الأول، العدد التاسع، أيار 1948
 

 

كانت سياسة الـحزب القومي الاجتماعي في صدد الـخطر اليهودي واضحة من أول العمل القومي الاجتماعي. فقد نبه الزعيم في خطابه الشهير في أوائل سنة 1933، في افتتاح نادي الطلبة الفلسطينيين في الـجامعة الأميركانية، إلى الـخطر اليهودي على جنوب سورية، ودعا إلى وحدة العمل السوري القومي في فلسطين. وفي سنة 1937، عندما أفلت سماحة مفتي فلسطين وفرّ إلى بيروت، زاره الزعيم مهنئاً بسلامته ومرحباً. وفي تلك الزيارة استوضح الزعيم من سماحة الـمفتي وجود خطة مرسومة للعمل في فلسطين وأبدى رأيه في الـخطر اليهودي وكيفية العمل الناجح وأعلن استعداد الـحزب السوري القومي الاجتماعي للإشتراك في محاربة الـخطر اليهودي. ولكن «الـمجلس الإسلامي الأعلى» و»اللجنة العربية العليا» إنفردا بالعمل في فلسطين فلم يتسن للحزب القومي الاجتماعي أداء الـمساعدة السياسية والتخطيطية التي يـمكن أن يؤديها وأن توفر على السوريين في الـجنوب ما عانوه فيما بعد بسبب عجز السياسة التي اتبعت.

 

بيد أن الـحزب السوري القومي الاجتماعي، على حداثة عهد نشأته، ظل يعمل في سبيل الـمحافظة على النقطة الـجنوبية الـمهددة ودفع الـخطر عنها. فتابع الزعيم حملاته لإيقاظ الرأي السوري العام في جميع الدويلات السورية، وأخذ يشرح طبيعة القضية الفلسطينية شرحاً جديداً يعين ماهيتها الصحيحة التي لم تكن واضحة من قبل وجعل لها الصفة القومية الـحقيقية وأنقذها من النظرات والاعتبارات الرجعية والـحزبيات الدينية. فدخلت قضية فلسطين في وحدة قضايا الأمة السورية. وفي سنة 1937 عينها وضع الزعيم مذكرة الـحزب السوري القومي الاجتماعي إلى رابطة الأمـم في صدد تقرير لـجنة اللورد بيل الـمشهورة التي قالت بتقسيم فلسطين. فكانت مذكرة الـحزب الـمذكرة الوحيدة التي تناولت قضية فلسطين في أساسها القومي الصحيح وأعطت الـحجج القومية التي لا تدحض ولا تـجيز أي تلاعب في حقوق الأمة السورية في فلسطين. وقد صارت مذكرة الـحزب القومي الاجتماعي التي وضعها الزعيم مثلاً للمذاكرات التالية التي وضعتها هيئات حكومية وشعبية في دويلات سورية وفي العالم العربي.

 

وعلى الرغم من حداثة عهد نشأة الـحزب السوري القومي الاجتماعي ومن الـملاحقات الاحتلالية والـمقاومات الرجعية التي تعرض لها بعد إظهار أمره، فإنه اشترك بقوات صغيرة محدودة في ثورة سنة 1936 وكانت لقواته الصغيرة أثر فعّال في الـمعارك وفي إبراز الـمزايا الـجندية السورية. وقد سقط في معارك الثورة الـمذكورة عدد من الـمقاتلين السوريين القوميين الاجتمايين، بينهم القائد الـمشهور سعيد العاص.

 

وقد تابع الـحزب القومي الاجتماعي إهتمامه بقضية فلسطين فنشر ودعا إلى جعلها قضية سورية عامة. وكانت دعوته إلى القومية السورية الاجتماعية متضمنة الدعوة إلى انقاذ جنوب سورية من الـخطر. ولـما عاد الزعيم من رحلته إلى الـمغتربات، بعد غياب استمر تسع سنوات بسبب الـحرب، عادت الـمقاومات الرجعية تلعب دورها ودخل الـحزب في عراك شديد في الـجمهورية اللبنانية ليثبت وجوده نهائياً وحقه في حمل رسالته وبث دعوته الـحقتين. وقد استغرق العراك الـمذكور سبعة شهور طويلة بذل فيها الـحزب من الـمجهود وأنفق من الـمال لو بذل وأنفق في العمل القومي الاجتماعي بإنتظام، لكان ينتظر أن يكون أدى إل نتائج عملية كبيرة، ولكن السياسات الـخصوصية أبت أن تترك لهذه الـحركة العظيمة حرية العمل فقامت تعرقل سير الـحزب عرقلة لم تفد إلا عدو الأمة والوطن.

 

حالـما خرج الـحزب السوري القومي الاجتماعي من عراكه الأخير منتصراً. بعد أن كلفه العراك ما كلفه، وكانت الـمسألة الفلسطينية قد بلغت في تطورها الأنترنسيوني حداً خطراً وجه الزعيم عنايته الأولى إلى هذه الـمسألة وقرر القيام بحشد سوري قومي اجتماعي عام في بيروت في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الـماضي، يوم تصريح بلفور الـمشؤوم، ليعلن لـمنظمة الأمـم الـمتحدة وللعالم أجمع موقف الـحركة القومية الاجتماعية والأمة السورية من الـمحاولات الـجارية لنزع حقوق الأمة السورية عن فلسطين وإعطائها للغرباء اليهود. ولو لم تتخذ الـحكومة اللبنانية موقفاً مانعاً من تنفيذ الـحشد الـمذكور لكان شهد العالم أعظم حشد منظم تعرفه سورية كلها وأعظم حشد منظم في العالم العربي كله. وقد حالت الصدمة الـمذكورة بين الـحزب والعمل في سبيل فلسطين كما كان في مقدور الـحزب أن يفعل. ولكن الزعيم لم يتخل عن القصد العظيم، فأوقف الـحشد منعاً من الاصطدام مع القوات اللبنانية وعوض عن خطابه الذي كان مزمعاً أن يرتـجله، برسالة إلى القوميين الاجتماعيين والأمة السورية، فصّل فيها ببيانه وإقدامه ونظرته العالية قضية فلسطين وغيرها من القضايا القومية وأظهر مساوىء العلاجات اللاقومية وحمل على سياسة الـخصوصيات والاحتكارات الوطنية التي وصلت بالـمسألة الفلسطينية إلى الكارثة، وعلى الروح الإتكالية التي ولدتها إعتقادات لاقومية وأوضح طريق الإنقاذ ودعا الدول السورية إلى مؤتـمر يجمع الشؤون السورية ويقرر نهجاً سورياً عاماً في صدد تطور الـمسألة الفلسطينية. ولكن سياسة الـخصوصيات وفوضى العمل القومي ظلتا مسيطرتين. ولـما ظهرت نتيجة إقتراع الـجمعية العمومية لـمنظمة الأمـم الـمتحدة قامت السياسة الإعتباطية غير الـمسؤولة بحملة تـحريض عجلت الأعمال العدائية في فلسطين وابتدأت الإرهابات وأعمال التقتيل فأصاب السوريين إرهاق وخسائر في النفوس والأموال عظيمة وانفضح عجز السياسات الـخصوصية التي عالـجت الـمسألة الفلسطينية علاجاً خصوصياً.

 

عندما اشتدت الـحالة وكثرت الـخسائر السورية في فلسطين وعظمت الفوضى، قامت الإدارة الـحزبية الـمركزية باتصالات وبعدة محاولات لتنظيم تعاون بين العاملين لإنقاذ حالة فلسطين. ومن الاتصالات الـمتوالية ما قام به حضرة عميد التدريب الأمين أديب قدورة مع «مكتب فلسطين الدائم». وقد عرض العميد فكرة تشكيل جحفل سوري قومي اجتماعي يتولّى الأعمال الـحربية في جبهة تقرر مع القيادة العامة. ولكن مساعي العميد لم تلاقِ روح تعاون وقيل له إنّ «الـمكتب» لا يتألف من أحزاب ولا يعمل مع أحزاب!! ولم تصل مساعي الـحزب بجميع الطرق، للوصول إلى التسليح، إلى نتيجة إيجابية.

 

تـجاه هذه الـحالة أخذت تتشكّل فرق سورية قومية اجتماعية تشكّلًا غير ذي صبغة حزبية. فقام قوميون اجتماعيون بجمع قوة متطوعة غير حزبية انخرط فيها عشرات القوميين الاجتماعيين الذين صاروا مئات وتـمركزت أعمال الـمجاهدين القوميين الاجتماعيين في منطقة صفد وقد سقط منهم عشرات في القتال، خصوصًا الفرقة التي سارت من الـحفة، منفّذية اللّاذقية العامّة، التي سقط عدد غير قليل من أفرادها في معركة صفد. وقد قام القوميون الاجتماعيون في مناطق عكّا وحيفا والقدس بتنظيم قوّات قومية اجتماعية أعطت نتائج باهرة شهد بها كلّ العاملين بإخلاص من رؤساء لـجان وقادة مواقع وغيرهم. وأدّى الـخبراء القوميون الاجتماعيون في الكهرباء والكيمياء خدمات جليلة بتأمين الـمواصلات التلفونية وغيرها بين الـجبهات ومركز القيادة وبصنع الـمتفجرات وبنسف مراكز القوة اليهودية. وسنفصّل ذلك في جدول خاصّ حالـما نستكمل الـمعلومات الـمطلوبة

 

في أوائل هذا الشهر، قبل زحف القوّات السورية والـمصرية وقد تـحرّجت الـحالة في أورشليم، اتّصلت رئاسة لـجنة الدفاع وقيادة الـحركات السورية في تلك الـمدينة بـمنفّذية القدس العامة وعرضت على الـمنفذية استعدادها لقبول أيّة فرقة قومية اجتماعية محاربة تقوم بقوادها وعلمها وألويتها وتأمين مؤونتها وتعويضًا شهريَّا معيّنًا، وتـجهيزها بالسلاح والذخيرة، إذا لم يكن لها سلاح ونقلها من أيّة نقطة إلى جبهة أورشليم. فأوفد منفذ أورشليم العام مندوبًا يبلّغ عمدة التدريب ما عرض على الـمنفّذية العامّة. وعرضت عمدة التدريب الأمر على الزعيم الذي قرّر فورًا، قبول العرض وأصدر أوامره بتعبئة كتيبة كاملة وتوجيه سرية أولى في أقرب فرصة، وبإرسال مفاوض مركزي يجتمع إلى لـجنة القدس وقيادتها للاتفاق النهائي على جميع التريبات التي تؤمّن وصول السرية الأولى إلى مركزها وأماكن إقامتها ونوع سلاحها وإعاشتها وغير ذلك. وبينما الوفد يتهيأ للانتقال إلى أورشليم قدم موفد آخر من منفذية أورشليم يحمل معلومات جديدة وهي أنّ إدارة الـموقع السوري في القدس قد عدلت عن تقديـم سلاح للفرقة القومية الاجتماعية وأنها تتعهد بتقديـم الذخيرة والإعاشة والتعويض الشهري فقط. فأوقف الزعيم الوفد الـمركزي عن السفر وأمر بإبقاء الـمعبئين في حالة الاستعداد فقط.

 

إنّ القوميين الاجتماعيين يجدون أنفسهم في حالة ثورة نفسية وألم شديد من الأساليب الـخصوصية التي حرمتهم من تقديـم كل الـمعونة التي كان يـمكن منظمتهم البديعة تقديـمها في الناحيتين السياسية والـحربية. والذين يحاربون منهم في عدة جبهات وتـحت عدة أعلام سورية يحاربون متألـمين لعدم تـمكنهم من رفع علمهم والاستقلال بصفوفهم وقيادتهم الـمحلية وحرمانهم من إظهار ما يـمكن نظامهم البديع وروحيتهم الـحربية الـممتازة أداؤه في الـمعارك الدائرة وهم وإن حرموا رفع علم الزوبعة القومية الاجتماعية في الساحة فقد رفعوه خفاقًا في قلوبهم وحملوه بين ضلوعهم والشهداء الذين سقطوا في الـمعارك سقطوا وهم ينشدون:

 

سورية لك السلام

                           سورية  أنت الهدى

سورية لك السلام

                           سورية نحن الفدا

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro