مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ملحق رقم 21 بيان عمدة الإذاعة حول كارثة فلسطين
 
 
 
النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، المجلد الأول، العدد الحادي عشر، تموز 1948
 

 

أذاعت عمدة الإذاعة إلى الصحف البيان الـمنشور في ما يلي:

 

وقد تـمنعت بعض الصحف عن نشر البيان أو الإشارة إليه بحجة أن الـمراقبة حذفته وأشارت بعدم نشره بينما نشرت مقاطع منه بعض الصحف الأخرى. وليس غريباً أن تقف بعض الصحف الـمحلية هذا الـموقف من بيان صادر عن الـحزب القومي الاجتماعي وأن تقف الـمراقبة، على اعتبار أنها وقفت دون نشره لا سيما والبيان توضيح للأسباب الأساسية الـمسؤولة عن كارثة فلسطين وإنذار للشعب من الأساليب الـخصوصية السياسية ودعوة لـجميع الـمواطنين في الوطن السوري كله للإتـحاد القومي والتصميم على الدفاع عن فلسطين والاستعداد الـجدي له، وهذا هو نص البيان:

 

 

أيها المواطنون

 

لم تـجتمع كلمة الأمة السورية، في تاريخها الطويل، اجتماعاً أروع من اجتماعها على البذل والتضحية والاستشهاد في سبيل جنوبها العزيز- فلسطين. ولم تطعن في صميمها طعنة أبلغ من الطعنة التي تلقتها في صدرها الـجريح، في فلسطين، في الاسكندرون، في كيليكية على يد الـمستعمر الأجنبي من قبل والشركات السياسية من بعد. وكانت الكارثة الدامية الأخيرة في فلسطين دليلاً آخر قاطعاً من الأدلة الكثيرة على فقدان الانسجام في الإدارة والتصميم والعمل بين الأمة في صراعها للتحرر والوحدة والاستقلال وفي تصميمها على الثبات في الصراع، وبين أصحاب الـخصوصيات والأساليب الاعتباطية اللاقومية مـمن نصبوا أنفسهم قواداً للأمة وحماة لها فكانت إرادتهم متنافية وإرادة الأمة ومنحرفة مع تيار الاختلاطات السياسية الأجنبية والداخلية.

 

أرادت الأمة الدفاع عن فلسطين دفاعاً قومياً منظماً عن جزء منها عزيز وأراده لها الرجعيون والـخصوصيون دفاعاً صورياً مشوشاً مشعثاً بين الأهداف الـخصوصية الـمنافية للهدف القومي العام.

 

أرادت الأمة القتال لتطهير أرضها من التسلل الصهيوني والعدوان الأجنبي قتال الـحياة والـموت في سبيل قضية قومية، وأراده لها السياسيون الـمحترفون مناورات ومساومات سياسية تخديرية للتغرير بالشعب وكسب رضاه.

 

أرادت الأمة معركة فلسطين حرب القضاء والقدر على الـمتآمرين اليهود، حرباً مسلحة، فأجراها السياسيون الـمحتكرون معركة مصالح خصوصية داخلية مشوشة، فاشلة، معدومة الأسس والتخطيط، سلاحها بيد الأجنبي يعطيه ساعة يشاء ويحجبه ساعة يشاء.

 

أرادها الـمناضلون حرباً يدخلونها مسلحين فأدخلهم إليها محتكرو القيادة والتنظيم بالنزر اليسير من السلاح وبدون سلاح.

 

وأرادها القوميون الاجتماعيون حرباً لا هوادة فيها ولا رحمة ولا مساومة فحجب عنهم السلاح وراء ادعاءات هي أقرب إلى نوع الـمحافظة على الـمصالح الشخصية والسلامة الفردية، على حساب مصلحة الأمة وسلامة الوطن، منها إلى أي شيء آخر.

 

أرادتها الأمة حرباً على التدخل والإرادة الأجنبيين ونضالاً لتقرير مصيرها ومصير أجزائها بنفسها فأرادوها لها نزولاً عند الارادات الغريبة وإذعاناً للأمر الـمفعول.

 

تلك هي إرادة الأمة في الـحرب والتحرر وصيانة الـحقوق القومية والوطن وتقرير مصيرها بنفسها. وهذه هي إرادة الرجعة في الـمحافظة على الـمصالح الـخصوصية اللاقومية التي سهلت أعظم خزي وعار لـحقا بالأمة في تاريخ استفاقتها الـحديثة.

 

بأساليب الرجعة والاعتباط حدثت «ثورة1936  »وانتهت كأنها لم تكن وبالأساليب نفسها جرت محاولة تكرارها عام 1937 فخنقت الـمحاولة في الـمهد.

 

بالأساليب عينها بوشرت الأعمال الثورية في ديسمبر/كانون الأول 1947 على أثر قرار الأمـم الـمتحدة ومجلس الأمن بتقسيم فلسطين وإلى النهاية عينها سارت تلك الأعمال.

 

بنفس الأساليب دخلت الـجيوش السورية فلسطين وبأساليب ولاعتبارات أخرى دخلتها جيوش أخرى.

 

وانتهت «الـحرب النظامية» إلى ما انتهت إليه الـمحاولات الثورية ولكن بشكل غريب : «الهدنة»

 

هدنة الـحادي عشر من يوليو/تـموز، إلى أجل غير مسمى.

 

فلماذا دخلت الـجيوش النظامية فلسطين، ولـماذا قبلت الهدنتين الأولى والثانية؟

 

ولـماذا أهرقت دماء ألوف الـجنود والمناضلين وشرد مئات ألوف السوريين وأخرجوا من ديارهم ومدنهم ونهبت أرزاقهم وأموالهم ويتمت أطفالهم ما دامت النهاية هي الهدنة والقبول بالأمر الـمفعول؟

 

لـماذا انتصر الصهيونيون في الأمـم الـمتحدة ومجلس الأمن وبالتالي في فلسطين؟

 

لـماذا كتمت حقائق الكارثة عن الأمة إلى أن وقعت الكارثة؟

 

لـماذا؟ لـماذا؟ أسئلة كثيرة يطلب عليها الشعب جواباً صريحاً من حكوماته.

 

أيها المواطنون،

 

لقد وقعت الكارثة في فلسطين، لقد حذرناكم من الأساليب السياسية السائرة إليها، منذ كان الـحزب القومي الاجتماعي، ومنذ أحدثت الإرادات الأجنبية مشكلة فلسطين. ولم يأل زعيم الـحزب القومي الاجتماعي جهداً في تنوير الرأي العام عن قضاياه القومية الكبرى وفي تهيئة النشء الناهض وإعداده وتنظيمه للنضال في سبيلها وتقرير مصير أمته ووطنه بنفسه.

 

لقد أعلن سعاده منذ ستة عشر عاماً وخلالها طلائع وقوع الكارثة التي نواجهها اليوم ودعا الأمة للإلتفاف حول قضيتها الـممثلة في الـحركة القومية الاجتماعية لـمنع وقوع الكارثة. فإلى متى تنام الأمة على الذل والتفكك لامبالية بالأساليب الاعتباطية تنزل بها الكارثة تلو الأخرى غافلة عن الـمنظمة التي تـحققت فيها القيادة الـحقيقية القادرة وزخرت بالإمكانيات والـخطط الكفيلة بالـخروج بقضية فلسطين، وسائر قضايا الأمة، من حيز الفوضى والانتهازية إلى حيز النظام والتحرر والوحدة والنصر.

 

إن الـحزب القومي الاجتماعي طالـما حذر من الـخطر التركي الـمحدق بالوطن من الشمال والذي كانت ضحيتاه الاسكندرون وكيليكية، وحذر من الأخطار الصهيونية والأجنبية الـمحيقة بجنوب سورية التي انتهت بالكارثة القومية التي نشهدها اليوم فيها. ولكن الـحزب القومي الاجتماعي إذ تدميه هذه الكوارث لن تفت في ساعده ولن تثنيه عن طريق النصر التي اختط لهذه الأمة العظيمة.

 

إننا موالون النضال في الوطن كله وداعون الـمواطنين إلى النضال.

 

إن كارثة فلسطين لا تعني انتهاء معركة تـحريرها.

 

إننا لا نعترف بالاعتبارات الأجنبية واللاقومية التي أحدثت الكارثة.

 

إن مصير أمتنا من حقنا نحن ولن نعترف بتدخل أحد غيرنا فيه.

 

فيا أيها الـمواطنون،

 

في العراق والشام ولبنان وفلسطين والأردن

 

يا أيها السوريون الـمنتشرون في الهلال السوري الـخصيب كله.

 

أفيقوا واتعظوا: إن في كوارث فلسطين والاسكندرون وكيليكية عظة كبرى.

 

اتـحدوا: ففي وحدتكم، في وحدة أمتكم ووطنكم، وفي وحدة الإرادة القومية التي فيكم، في وحدة الهدف والـحياة والـمصير التي تربطنا بعضنا ببعض إلى الأبد، في ذلك وحده خلاصنا من نير الأجانب ومن مهازل الرجعيين والاقطاعيين والطائفيين والعشائريين ومن بهلوانات السياسيين الـمحترفين ومساومات الشركات السياسية اللاقومية،التفوا مخلصين مصممين حول الـحركة القومية الاجتماعية الـممثلة لإرادتكم في الـحياة والـحرية والـمعبرة عن شعوركم بضرورة الوحدة، وحدة الأمة والوطن وحدة الهلال السوري الـخصيب وإعادة أمجاد أمة، حملت إلى العالم قبل كل الأمـم، مشعل الـحرية والنور والسيادة.

 

بهذه الوحدة القومية فقط، وبهذه الـحركة القومية الاجتماعية فقط السائرة قدماً إلى الـمجد والنصر، وبالتفاف الـمواطنين الراغبين في النصر والـحرية، يـمكن خلاص فلسطين والاسكندرون وكيليكية والوطن أجمع.

 

الـمركز 2 في أغسطس/آب 1948

 

عمدة الإذاعة

 

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro