مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ملحق رقم 35 لجنة كل مواطن خفير
 
 
 
 

 

أسس سعيد تقي الدين، سنة ترؤسه جمعية خريجي الـجامعة الأميركية عام 1954 لـجنة «كل مواطن خفير» لكشف جواسيس «إسرائيل» وفضع الـمتعاملين معها. فقد استحوذت الـمسألة الفلسطينية على قدر كبير من نشاطه وانتاجه الفكري والأدبي. فأثناء توليه منصب لبنان الفخري في الفلبين عام 1948، وقبيل صدور قرار تقسيم فلسطين، حاول إقناع رئيس جمهورية الفلبين بالتصويت ضد مشروع قرار التقسيم وكان على وشك النجاح، إلا أن الإهمال العربي والضغط الأميركي دفع الفلبين إلى التصويت لـمصلحة التقسيم.

 

بعد عودته إلى لبنان واندلاع الـحرب في فلسطين عام 1948 اندفع للدفاع عن فلسطين، فألقى العديد من الـخطب والأحاديث الإذاعية وأجرى مقابلات صحافية مع مقاتلين من جيش الإنقاذ.

 

في نهاية عام 1948 انتخب سعيد رئيساً لـجمعية متخرجي الـجامعة الأميركية في بيروت وأصبح رئيس تـحرير مجلتها «الكلية» فكرس صفحاتها للدفاع عن فلسطين وانتقاد السياسة الأميركية الواقعة تـحت الهيمنة الإسرائيلية وهذا ما لم يرق لإدارة الـجامعة، التي أجبرته إلى التخلي عن تـحريرها. استهوته مبادئ الـحزب السوري القومي الاجتماعي فدفعه قلقه السياسي والفكري وشعوره بضرورة تنظيم عمل ما، إلى الإنتساب للحزب عام 1951.

 

عام 1954 وبعد التمرس في العمل الـحزبي أسس لـجنة «كل مواطن خفير» لـمكافحة النشاط الصهيوني في لبنان والدول العربية.

 

بدأت اللجنة نشاطها في لبنان، فتولى سعيد كتابة منشوراتها كما تولى حديثاً أسبوعياً خاصاً باللجنة في الإذاعة اللبنانية ضمن برنامج خاص باللجنة عنوانه «ماذا أتكلم» لـمدة نصف ساعة، تناول فيه النشاط الصهيوني ونشاط اللجنة الـمضاد. إلا أن أطرافاً في السلطة لم يعجبها هذا النشاط، فألغت الـحكومة البرنامج واشترطت لإعادته أن يتوقف سعيد عن الـحديث من خلاله.

 

وقد كشفت اللجنة الكثير من خفايا الوجود الصهيوني في لبنان والشام وكانت تزود الأجهزة الأمنية في البلدين بكل ما لديها من معلومات عن الـجواسيس والـمتعاملين.

 

ففي لبنان كشفت اللجنة عن حوالي 20 شبكة تـجسس إسرائيلية وكشفت أسماء بعض العملاء أمثال حاييم نتنائيل وجوزف فارحي وبنك زلـخة. كما كشفت عن سماح السلطات اللبنانية بدخول الـمطرب الأميركي الـمتصهين «ليو فولد» إلى لبنان لإحياء حفلات في ملهى «كيت كات» في حي الزيتونة. كما كشفت عن شخص يهودي نـمساوي يدعى الدكتور «توبر» يـمارس مهنة التدريس في مدرسة برمانا البريطانية بدون إجازة عمل. كما لفتت اللجنة إلى زوجة الدكتور وهي يهودية تعمل موظفة في شركة مياه لبنان.

 

وأكثر ما آلم سعيد تقي الدين حين كتب إلى وزير الاقتصاد يسأله طرد موظفة في وزارته وصفها بأنها صهيونية، ولها أخ يخدم في الـجيش الإسرائيلي ويزورها في بيروت ولها مراسلات بريدية مع إسرائيل، ومع ذلك لم يتحرك الوزير وبقيت الفتاة في وظيفتها.

 

أمام هذه الـحقائق من الوجود الصهيوني في البلاد وتغاضي بعض الـمواطنين والـمسؤولين عن مخاطر هذا الوجود، قدمت لـجنة «كل مواطن خفير» مشروع قانون وضعه القانوني إدمون رباط ليقره مجلس النواب، ومع نهاية عام 1954، تبنّت جامعة الدول العربية مشروع القانون هذا ووزعته على الدول العربية. وبعد جهد مكثف استمر قرابة سنة أقرّ مجلس النواب اللبناني قانون مقاطعة إسرائيل في 30 أيار 1955.

 

أما أبرز الـحملات ضد العناصر الصهيونية فكانت قصة سمير مسلم الذي مات في ظروف مشبوهة بعد أن جنّده سعيد تقي الدين لرصد النشاط الصهيوني في لبنان.

 

وسنترك سعيد يروي لنا قصته:

 

 

في مقالته «متى تبدأ الأعمال» يشرح الرفيق سعيد تقي الدين عن أعمال «لـجنة كل مواطن خفير» وصولاً إلى القول :

 

«وجاءت حادثة سمير مسلم، وخلاصتها أن هذا الفتى كان في وكالة الإغاثة حيث تعرّف إلى زمرة ترأسها سيدة، عشقته وهي جاسوسة إسرائيلية شهيرة، وراح الفتى، بعد أن استيقظ ضميره، يزودني بالأخبار التي كنا نرسلها إلى الـمسؤولين في دمشق ولبنان، ومرة باغتته الـمرأة يفحص بعض الصور والوثائق ومن الـمحتمل أن يكونوا قد كشفوا علاقته بي .وجاء من رمى به في الـمستشفى الأميركي مسموماً. بعد ساعات مات»

 

وفي مقالة له في مجلة «الصياد» بتاريخ 26 أيار 1955 تـحت عنوان «هل أنا قاتل سمير مسلم» يقول الرفيق سعيد تقي الدين :

 

«بعد أن تقرأ هذه السطور قد تنتهي إلى الاعتقاد أن سمير مسلم قتل، وأني أنا قاتله.

 

وقد تكون مخطئاً أو مصيباً .

 

ولئن كنت حقاً قاتل سمير مسلم، فما أنا شاعر بوخز الضمير، إن الهدف الكبير يخلق «وحشية» في التفكير، وفي الصراع لا بد من ضحايا. إن مكافحة اليهودية ليس رقصة «تانغو» ولا لعبة «باصرة» أو «غميضة». فالكفاح يعني القتال. والقتال يعني الـموت. إذن ليمت ألف سمير مسلم في هذه المعركة. وسمير مسلم هو ثاني ضحية تعرّفت إليها في نضالنا ضد اليهود. ذات عشية جاءني خليل دياب، وهو خفير جمركي وفي يده جريدة «الرواد» وهي تصدر بعد الظهر. قال لي : «اقرأ، إن اليهود اغتالوا فلاناً في القرية الفلانية. أنا الذي قتلته. لقد كان يتعامل مع اليهود. فردعته ووعظته وأرشدته. فانقطع. هددوه فشددت من عزمه، والآن اقرأ. لقد قتلوه»

 

لنسم الأمور بأسمائها. سمير مسلم كان عضواً في الـحزب السوري القومي الاجتماعي. هكذا نشأت علاقتي معه.» 

 

ولأنه كذلك اندفع الرفيق سمير مسلم مخاطراً بحياته، واستمر رغم إدراكه أن أمره قد انكشف، لا همّ له إلا كشف الـمزيد عن شبكة الـجاسوسية، وعن الـمتعاملين معها من رجالات في الـحكم والعمل العام في لبنان.

 

«وفي فترة ما أراد «الـجماعة» أن يتخلصوا من سمير، فجاءني يقول: أنهم دعوه إلى النزول إلى «إسرائيل» وكنت أنا دفعته إلى العمل مع الصهاينة. ولكن أمر النزول إلى «إسرائيل» أقلقه. وقال: إن لم أنزل أساؤوا الظن بي، وإن نزلت قتلوني لا محالة. قلت له: أترك لبنان بضعة شهور. هكذا تأمن شرهم. أجاب: «والله ما بترك لبنان ولا بتركهم. بدي ألعن أبوهم واطلع منهم شرد مرد». قلت: إن كنت لا تزال مصراً على النزول إلى «إسرائيل» وأحسست هناك بخطر عليك فقل لليهود أن تقاريرك عندي، وأنك إن غبت أكثر من خمسة أيام نشرناها.

 

وسجلت لسمير حديثاً طويلاً على شريط. وبعد خمسة أيام عاد من «إسرائيل» وأعطاني تقريراً. صبرك، رويداً، سأخبرك بعد قليل أين هي هذه التقارير وأين الشريط».

 

ويخبرنا الرفيق سعيد أين هي التقارير في الـمقاطع الأخيرة من مقالته في «الصياد» فيقول: «إنها في حوزة الـجيش الشامي. كنت بعد دراستها أرسلها إلى مركز الـحزب في دمشق، والرسالتان اللتان بقيتا في حوزتي بقيتا بصدفة. لقد استولى الـجيش الشامي على هذه الرسائل كما استولى على أوراق الـحزب»  .

 

وفي مقالة للرفيق سعيد تقي الدين في جريدة «صدى لبنان» بتاريخ 7 أيار 1955 يقول: «أن بين الوثائق التي ضبطتها السلطة في دمشق من بيت الزعيم سعاده ومكاتب الـحزب لا أقل من عشرين تقريراً كتبها سمير مسلم، مكتوبة بخط يده وموقعة بتوقيعه، وهذه الرسائل تفضح شخصيات كبيرة، وتدل على حلقات جاسوسية لها علاقة بالتجسس والنشاط الصهيوني. وفيما يلي قائمة ببعض التقارير والوثائق التي ضبطتها سلطات الشام:

 

أكثر من عشرين تقريراً بخط سمير مسلم عن الـجاسوسية الصهيونية وصورة فوتوستاتية عن شك بستة وأربعين ألف ليرة سحب من أحد مصارف بيروت في إحدى الـمناسبات الهامة.

 

شريط مسجل عليه أخبار بصوت سمير مسلم.

 

تقارير من رفقاء عن أعمال شراء أراض لـحساب جهات مشبوهة.

 

خرائط عن «إسرائيل» ومشاريعها، لا قدرة للسلطات للحصول عليها، وكانت نسخ منها ترسل إلى بعض الـجيوش العربية.

 

تقارير عن جاسوس يهودي شيوعي في بيروت، وصورته، واتصالاته.

 

تاريخ حياة أحمد عسه واتصالاته بالصهيونيين وصورة فوتوغرافية مجالساً أحد جواسيس اليهود في بيروت.

 

- ولد الرفيق سمير رزق مسلم في بلدة جديدة مرجعيون عام 1933 .

 

- والدته فكتوريا .

 

- إنتمى إلى الـحزب في أوائل الـخمسينات في منفذية الطلبة ثم التحق بـمديرية التضامن «الـجميزة».

 

- يقول الرفيق الـمهندس جورج حنحن : تعرفت على الرفيق سمير مسلم في منفذية الطلبة. كان حزبياً مندفعاً، ثورياً، فوضوياً بعض الأحيان. طيب الـمعشر وجريئاً. صدف أن كنا مرة نتمشى في ساحة البرج ومعنا رفيق ثالث خليل فاخوري، من راشيا الفخار فقبض علينا رجال التحري دون أي سبب وكان الوقت ظهراً. بعد ساعات من استجوابنا حول انتمائنا إلى الـحزب، وهل نقوم بأنشطة حزبية وعسكرية، أطلق سراحي وبقي الشهيد سمير والرفيق خليل رهن الاعتقال، بعد أيام استشهد الرفيق سمير .

 

- بقي الرفيق سمير عازباً.

 

- من أعمامه الرفيق فيليب مسلم الذي كان منح رتبة الأمانة وتولى مسؤوليات محلية ومركزية منها رئيس مكتب عبر الـحدود وعميد دون مصلحة، قصاص معروف وشاعر بالإنكليزية، غادر بعد الثورة الانقلابية إلى عمان في الأردن ثم إلى الريو دي جانيرو في البرازيل حيث وافته الـمنية، والرفيق فؤاد مسلم، الـمناضل في فلسطين ولبنان.

 

- استشهد في 10 نيسان عام 1955.

 

كانت العميلة الإسرائيلية، جولييت خوري معروفة أيضاً بـ جوليا من جديدة مرجعيون متأهلة من العميل الـمعروف كامل حسين. وكامل هذا كان أرداه الضابط الشامي أكرم طبارة في أحد مقاهي نبع الـحاصباني عندما لم يتمكن من اختطافه.

 

أثار إلقاء قبض السلطات اللبنانية على الضابط أكرم طبارة أزمة بين الدولتين اللبنانية والشامية. ووضع الـمحامون القوميون الاجتماعيون مطالعة بإيعاز من سعاده تفيد بأنه لم يكن جائزاً للسلطات اللبنانية إلقاء القبض على الضابط الشامي أكرم طبارة الذي قتل الـجاسوس الـخطير والـمعروف.

 

من الرفقاء الذين نشطوا في «لـجنة كل مواطن خفير» الرفيق الـمناضل إبراهيم ناصر) أبو نبيل( وقد أشارت إلى ذلك عمدة الإذاعة في الـحزب في البيان الذي أصدرته غداة وفاته ونشرته الصحف بتاريخ 1994/10/12.

 

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro