مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى الرئيس إميل إده
 
 
 
10/8/1936
 

 

فخامة رئيس الـجمهورية اللبنانية

 

بواسطة حضرة النائب العام الـمحترم

 

يؤسفني أن أجدني مضطراً إلى رفع هذا الكتاب إلى فخامتكم ولفت نظركم إلى الـحالة الـمؤسفة التي صار إليها التحقيق في قضية الـحزب السوري القومي. فإن عشرات الأعضاء أوقفوا في بيروت وحدها، وأودعوا سجن الرمل، واتخذت بحقهم تدابير تضييق قاسية، حتى أن عدداً منهم حُرموا من حقوق السجناء العاديين كمنعهم من مواجهة أحد أقاربهم أو غيرهم ومن التعرض للهواء ونور الشمس. وقد كنت أنا نفسي في عداد الذين اتخذت بحقهم هذه التدابير مدة شهر وأسبوع تقريباً، مع أن التحقيق في الـمواد التي بُني عليها توقيفي تـمّ منذ البدء، ولم يعد هنالك مبرّر لإبقائي موقوفاً والتضييق علي. ولست أكتم أن التحقيق قد اتخذ طريقة التطويل والتضييق بدون مبرر حتى جاوز الزمن والـمكان. وفي بعض الـحالات كانت حقوق أكثر الـموقوفين أو بعضهم على الأقل معرّضة للإهمال الذي لا يجيزه العدل الإنساني ولا الـحقوق والشرائع الـمدنية، كما بيّنت ذلك في كتاب احتجاج وجّهته منذ أيام إلى حضرة قاضي التحقيق ورجوته أن يرفع مضمونه إلى من يهمهم الأمر. وأعتقد أنكم توافقون على أن التضييق والتطويل في مثل هذه الـحالة من النزاع السياسي والـحزبي التي عليها البلاد، يفسحان الـمجال لذوي الأغراض والغايات وللمتحاملين مجالاً واسعاً للتلاعب ببراءة الأبرياء والدّس عليهم، الأمر الذي لا أعتقد أنه يؤمّن سلامة التحقيق. ولـما كانت البراءة أمراً مقدساً، فإني أعرض أمام نظركم التدابير الـمجحفة بحقوق الـموقوفين السياسيين في قضية الـحزب السوري القومي وإلى هذا الـموقف الغريب الذي يظهر فيه ما يـمكن أن يُعدّ استبداداً قضائياً أو إدارياً بحق الـموقوفين قد يؤول إلى عكس النتيجة الـمتوخاة، ألا وهي جلاء الـحقيقة وصيانة البراءة الـمقدسة: والبراءة إذا ما أصبحت عرضة لأخطار الدسائس، فقد وجدت أسباب سوء حالة الـمجتمع وتأخر العمران وانحطاط الشعب والدولة. وأعتقد أنكم تقرون معي هذا الـمبدأ العام الـحيوي. ولهذه الأسباب، ولـما كانت قضية ابقاء الـحزب السوري القومي لا تتناول أي عمل مادي يعين خطراً على سلامة الأمن العام، فإني أتشرف بأن أرفع إليكم احتجاجي على إبقائنا موقوفين، وعلى الـمعاملة القاسية التي نعامل بها، راجياً أن تـحملوه على محمل الإخلاص للحقيقة والواقع الـمجرد عن التحامل الشخصي. وتفضلوا بقبول سلامي واحترامي

 

في 10 أغسطس/ آب 1936

 

                                                                                            أنطون سعاده

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro