مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
جريدة النهضة،بيروت،العدد 1937/10/18،4
 

 

[يوسف السودا]

أنشأ الأستاذ يوسف السودا «الـجبهة القومية» (استعارة من الـحزب السوري القومي) لأغراض، الرئيسي منها ثلاثة أمور: إعادة الدستور والـحياة الدستورية إلى لبنان؛ عقد معاهدة مع فرنسة تـحل محل الانتداب؛ نفي كل مصلحة انتخابية.

 

وقد تـمت هذه الأغراض الرئيسية من غير تدخّل الـجبهة القومية. ومع ذلك فالـجبهة القومية تستمر في العمل لأهدافها وقد احتاجت هذه الأهداف إلى زيارة يقوم بها الأستاذ السودا برفقة غبطة البطريرك إلى الفاتيكان ورومة وباريس.

 

ورومة هي أبرز مرحلة في هذه السياحة، فقد حظي الأستاذ السودا فيها بـمقابلات عالية، وجرت له فيها محادثات لم يجرِ مثلها في باريس حتى أنّ بعض الأوساط أخذت تتساءل عن مغزى هذه الأمور.

 

مـما لا شك فيه أنّ رحلة غبطة البطريرك مصطحباً معه الأستاذ يوسف السودا قد تستر وراءها شيئاً سياسياً يجب ألاّ يـمرّ بدون ملاحظة، ومن يدري إذا كان أهم شيء في هذه الرحلة رومة أو باريس.

 

إنّ نشاط الأستاذ السودا في تنظيم «السباقة» وتزيينها بالألبسة الرسمية ليس متجانساً مع أهداف الـجبهة القومية، فهل جلب الأستاذ السودا معه أهدافاً جديدة من أوروبة ستكشفها لنا الأيام قريباً؟

 

جبرائيل منسى

في اللغط عن الترشيح للانتخابات النيابية في لبنان والـمرشحين تردد اسم جبرائيل منسى على الألسنة من حيث إنه رشّح نفسه للنيابة عن الطائفة الأرثوذكسية في بيروت.

 

وقد رأى السيد منسى ألا يكون مرشحاً طائفياً فحسب. فوضع برنامجاً انتخابياً أراد أن يظهر فيه بـمظهر رجل الدولة فوضع تـحت اسمه ألقابه وبينها «وكيل وزارة الشؤون الاقتصادية سابقاً».

 

افتتح السيد منسى برنامجه الانتخابي بهذه العبارة: «إنّ الشعب يطلب الـخبز والـحرية» وادعى أنّ الـحكومات التي توالت على الـحكم في لبنان لم تؤمنهما له. وأردف هذا الادعاء بشيء كثير من الرطانة الديـموقراطية.

 

وأكمل برنامجه في سبع مواد: في الأولى يقول بإلغاء التعيين للنيابة؛ وفي الثانية يطلب الـمحافظة على استقرار الـموظفين؛ والـمادة الثالثة تعالج «السياسة الاقتصادية والـجمركية» وفيها يظهر السيـد منسى من دعاة «سياسة الباب الـجمركي الـمفتـوح» التي تـجعل لبنان «منطقة حرة واسعة بين الشـرق والغـرب»؛ وفي الرابعة يعرض للضرائـب فيطالب بجعلها على الدخل وعلى الشركـات والكماليـات؛ وفي الـمـادة الـخامسة بوجـوب «التفكير بسن تشريع اجتماعي شامـل»؛ وفي السادسـة يقـول بإصلاح قانون 8 يونيـو/حزيـران الـماضي «بعـدل وإنصاف»؛ وفي السابعـة يعالـج أسعـار شركـة ميـاه بيروت.

 

وفي هذا البرنامج نرى السيد منسى مهتماً كل الاهتمام بالـمسائل الاقتصادية. وهو يرى من هذه الوسائل وجوب تأمين الـخبز والـحرية من أي طريق كان. ولذلك يقول بجعل لبنان مـمراً حراً للتجارة فتصبح بيروت «عبارة عن مستودعات عظيمة لتخزين مختلف البضائع والـمحصولات اللازمة لتموين الشرق الأدنى» تنشئها الرساميل الأجنبية، وفي مقدمتها الرأسمال اليهودي الذي سيتقدم في الـحال للقبض على مرافق البلاد التجارية. وبعد هذا كله فالأستاذ منسى «راديكال سوسيالست».

 

هذا أهم قسم من برنامج الأستاذ منسى وقد رأينا على أي أساس فاسد يقوم. فهو يؤمّن الـخبز وحرية التجارة ويقتل كل شيء آخر.

 

وبعد، فالأستاذ منسى مؤلف كتاب الانتداب «جنس أول» وتطبيقه في الشرق وقد أهداه إلى «الديـموقراطي الكبير السيد إدوار هريو مع أعمق إحساسات الإعجاب الصادرة عن صديق لبناني مخلص لفرنسة وللانتداب الفرنسي». وفي مقدمته يقول: «وفي حين أننا من طلاب الاستقلال المطلق الناجز لوطننا اللبناني وبلدان الشرق الأخرى التي لها علاقات وثيقة مع لبنان، فإننا كذلك من الطلاب الثابتين للانتدابات الأجنبية التي يجب أن تـجد لهذه البلدان قوة الـحياة ووسائلها.».

 

نطلب من طلاب الـمدارس الابتدائية في بيروت والـجبل، أن يعيّنوا التناقض الأساسي في عبارة الأستاذ منسى الأخيرة وبين رأيه في الانتداب، وقوله إنّ الـحكومات التي تعاقبت على الـحكم في عهد الانتداب لم تستطع تأمين الـخبز والـحرية، وبأي شرع كان يعيش الشعب كل هذه الـمدة، وهل كانت الـحرية مفقودة على عهد الانتداب؟

 

نقولا شاوي

شيوعي حدث، شيوعية سطحية سياسية، لا يزال بعيداً عن فهم الفلسفة الاقتصادية، الاجتماعية التي تقوم عليها نظرية الشيوعية. فيحسب محبة العامل وإنصافه شيوعية، وهذا غلط فاحش، لأن محبة العامل وإنصافه اجتماعية قومية. أما الشيوعية فتضع منهاجاً لثورة تقلب النظام الاجتماعي قلباً فتعطي ما لقيصر لله وما لله لقيصر.

 

والسيد نقولا شاوي إما أن يكون شيوعياً بالاسم فقط، كما تدل على ذلك بعض مقالاته، وإما أن يكون مرائياً في القومية، كما يدل على ذلك ادعاؤه الشيوعية وأعماله مع الـحزب الشيوعي.

 

والصحيح أنّ السيد شاوي متقلب في اتـجاهاته. ففي حين يظهر بـمظهر الشيوعي نراه ينخرط في الـحزب السوري القومي الدائن بالقومية فيقسم بشرفه وحقيقته ومعتقده أنه ينتمي إلى هذا الـحزب ويتخذ مبادئه إيـماناً له ولعائلته. ثم يعود فينقلب على هذا الـحزب ويدّعي الإخلاص للعمال والديـموقراطية!

 

ولعله يتظاهر بالـمظاهر الديـموقراطية والقومية بناء على تعليمات صادرة إليه. ولعله يتظاهر بهذه الـمظاهر كلها لغرض في نفسه!

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro