مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
من تكمان لضهور الشوير تحية الزعيم من المهجر للمحتشدين في «يوم الإصلاح»
 
 
 
«إنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ» - جريدة صدى النهضة، بيروت، العدد 132، 2/9/1946
 

 

أيها القوميون الاجتماعيون،

 

من هذا البعد السحيق - من هذه البلاد الكريـمة الـحسنة الضيافة،

 

من هذا الأسر الطويل في نزالتنا التي نفت نفسها نفياً إلى هذه الأرض، أرسل إليكم سلامي القومي وأهنئكم وجميع الشعب بنتائج جهادكم، وبهذه الثمرة الأولى من ثمار عملكم القومي الاجتماعي.

 

وأهنىء رئيس الـجمهورية اللبنانية وحكومته وجميع فئات الشعب في لبنان الذين صاروا وإياكم يداً واحدة على إرادة الاحتلال الفرنسي.

 

أيها القوميون الاجتماعيون،

 

أنتم أول فئة وقفت في هذه الأرض لتعلن بعزيـمة ماضية أنها ترفض الأمر الواقع الذي فرضته الإرادة الأجنبية على أمتنا ورمت إلى تثبيته نهائياً.

 

إنّ حزبكم القومي الاجتماعي هو الـحزب الذي أيقظ الأمة إلى حقيقتها، وأوضح لها قضيتها بجميع فروعها، ونشر علم الزوبعة راية الـجهاد القومي الـمقدس ضد الـمطامع الاستعمارية الأجنبية، وجهر برفض ذلك الاستقلال الوهمي السخري الذي أعلنه قائد الـجيش الفرنسي الـمحتل بعد أن كانت سلطة ذاك الاحتلال قد قبضت على أعضاء مجلس إدارة لبنان الـمنتخبين من قِبَل الشعب ونفتهم إلى جزيرة كورسكة الفرنسية، دائسة الـمبادىء الديـموقراطية التي كانت تتبجح بها وهازئة بإرادة الشعب ونوّابه.

 

إنّ حزبكم القومي الاجتماعي هو الذي حارب الإرادات الأجنبية الطامعة فينا جميعها وقاوم غاياتها مقاومة فاهمة، بينما كانت جميع الفئات السياسية والـمؤسسات القديـمة والرجعية تتسابق بلا استثناء لاكتساب رضى القوة الأجنبية الـمحتلة ولنوال الـحظوة في عينها.

 

نحن الـحزب الوحيد الذي قال للشعب في لبنان إنّ لبنان قد فُصل عن الداخل ولكنه لم ينل استقلالاً، بينما الشركات السياسية والـمؤسسات اللاقومية كانت تنادي أنّ لبنان مستقل فعلاً وتدعو الناس إلى التعييد لذاك الاستقلال الوهمي، وتقول فينا إننا كفرة بلبنان و «بنعمة» لبنان لأننا أعلنّا وجوب تغيير تلك الـحالة السيئة، ولأننا أعلنّا الـجهاد وباشرنا العمل البنائي لإنشاء استقلالنا القومي الصحيح، وإزالة ذاك الاستقلال الاحتلالي الـمشؤوم عن أرضنا القومية بجميع أشكاله وألوانه.

 

بينما كانت جميع الشركات السياسية الـمحدودة والـمغفلة، الـمنتشرة في طول بلادنا وعرضها، تضلِّل الشعب بـمخرقاتها وشعوذاتها الوطنية، وتزيد الأمة تفسيخاً وتـمزيقاً بنكاياتها الشخصية وغاياتها الطائفية الـمتنافرة، كنا نحن عاكفين في الأمكنة الـمكتومة التي كنا نـجتمع فيها، على تكوين حياتنا القومية وعلى تـحقيق الإصلاح الذي نصت عليه مبادىء نهضتنا.

 

ووسط السجون والاضطهادات والتشريد تابعنا نشر الوعي القومي وأعمالنا الإصلاحية، وامتدت دعوتنا في جميع مناطق وطننا وتغلغلت في جميع أوساط الأمة، وفي ذاك العراك العنيف كم سمعنا قهقهة هزؤ القائلين: أأنتم تريدون زحزحة فرنسة عن هذه الأرض. فكتمنا آلامنا من هذه الـجهالة الصارخة وتابعنا جهادنا وعملنا بالاطمئنان الـمستمد من إيـماننا القومي ويقيننا بالنصر.

 

أخيراً، - سقطت فرنسة في الـحرب العالـمية الأخيرة بظلمها وفساد حياتها وضعف سياستها، فأدرك جميع الـمشككين أنّ عملنا لتوحيد أمتنا ودعوتنا إلى الاعتماد على أنفسنا هما عمل إيـمان صحيح ودعوة حق مبين.

 

لقينا أخيراً أول نتيجة محسوسة مزدوجة لإيـماننا بقضيتنا وصبرنا على الشدائد، لقينا توحيد الـمجهود ضد الـمطامع الأجنبية بين لبنان والشام، ولقينا «الإصلاح الدستوري» في لبنان يتبع الإصلاح الشعبي الذي حققنا شيئاً كثيراً منه.

 

إنّ الـحقيقة والتاريخ يشهدان لكم أمام العالم كله أنه لم يقم في لبنان أصدق فئة لـخير شعبه منكم، ولا دعوة فيه وفي الشام وفلسطين وشرق الأردن أصح من دعوتكم، ولا في العالم العربي كله منهاج لتعاون الأمـم العربية تعاوناً عملياً ناجحاً أصوب من منهاجكم.

 

فإذا تـمسكتم بإيـمانكم القومي الاجتماعي الذي هداكم إلى الـحق كل التمسك الذي لزمتموه حتى الآن، وصبرتـم على الشدائد والـمكاره كل الصبر الذي يحتمله طيب عنصركم، فإنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.

 

أيها القوميون الاجتماعيون،

 

ما أعظـم رضـاي عنكم، وما أشد اعتزازي بكم، وما أروع الانتصار الأخير الذي أسير بكم إليه.

 

فليس هذا الإصلاح آخر إصلاح نريده، وليس هذا الاستقلال كل الاستقلال الذي نبتغيه. إنّ نفسي تبارككم، وأرجو أن أكون قريباً معكم ووسطكم بجسدي، كما أنا معكم ووسطكم بروحي، لنتابع إنشاء تاريخنا وتغيير وجه هذه الأمة ووجه العالم العربي.

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro