مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
العروبة كقوة إذاعية للمطامع السياسية الفردية
 
 
 
جريدة الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 41، 1942/4/1
 

 

لـمّا لم تكن العروبة الـمقصود بها وحدة الأقطار العربية اللسان والـمحمدية الدين سوى لفظة مبدلة من الوحدة الدينية الـمحمدية، لتدل على وحدة دينية محدودة باللغة، بدلاً من الوحدة الدينية الـمطلقة التي كانت غرض الدعاوة الرجعية الأولى إلى إعادة إنشاء الدولة الدينية، كانت لفظة ذات قوة إذاعية عظيمة في الغوغاء يحرّض بها ويحرك ويثار، وهذا ما تنبّه له السياسيون الشخصيون ذوو الـمطامح والـمطامع السياسية الفردية، الذين يهمّهم استثمار الدهماء وبناء الـمجد الشخصي قبل إفادة الأمة وبناء الـمجد القومي.

 

أكثر السياسيين السوريين الذين تقدموا عهد الـحركة السورية القومية أو انحرفوا عنها هم إمّا شخصيون، وهؤلاء معظمهم، وإمّا رجعيون، أو شخصيون ورجعيون معاً. ومن هؤلاء السياسيين من أدرك عقم فكرة الوحدة العربية كعبدالرحمن شهبندر وهاشم الأتاسي وغيرهما. وللشهبندر مقال نشر في عدد مارس/آذار سنة 1934 من مجلة الـمقتطف([1]) يقول فيه باستحالة الـجمع بين بعض أقوام العالم العربي وبعضها الآخر. ولكن حين عاد شهبندر إلى ميدان السياسة السورية بعد إعلان العفو سنة 1937، أخذ يخطب في أحياء دمشق داعياً إلى العروبة الدينية ووطن القرآن والوحدة العربية والإمبراطورية العربية، جامعاً حوله عدداً من الذين يوافقونه في هذه السياسة أو يذهبون هذا الـمذهب على غير هدى. والـحقيقة هي أنّ غرضه لم يكن توحيد العالم العربي ولا إنشاء الإمبراطورية العربية الـموهومة، بل كان الوصول إلى مثار الشعور عند الغوغاء، واستفزازه للأخذ بناصره ليستظهر على «الكتليين» وجميع الأحزاب الأخرى، ويصل إلى رئاسة الدولة أو رئاسة الـحكومة عن طريق الدعوة إلى اعتقاد لم يكن يؤمن به الداعي، بل كان نبذه. ففي مقالة الشهبندر الـمشار إليها يقول:

 

«فمن الـخطل السياسي الاجتماعي العظيم إذن أن يتوهم أحد من رجال النهضة في العالم العربي أنه في حيز الإمكان تأليف دولة عربية مركزية ديـمقراطية تضم منذ الآن بين دفتي دستور واحد دمشق والكويت وعنيزة والعسير والـمكلا. فهذه بلدان، وإن جمعت بينها اللغة والعقيدة (والأرجح أنه يعني بالعقيدة الدين)، وتشاركت  في كثير من أطوارها التاريخية، إلا أنّ العادات والتقاليد الـمحلية، واختلاف درجة الثقافة العامة وما إلى ذلك من مقومات العقل الاجتماعي الذي لا بد منه لتأليف الوحدة السياسية، جعلت شقة الـخلاف في ما بينها أبعد من أن يضمها مجلس تشريعي واحد، أو يلمّ شتاتها إرادة سلطانية واحدة.»

 

ومع أنّ هذا الكلام ناقص جداً، إذ لم يتناول الوجهة الـجغرافية ولا بقية النظرة السياسية ولا الناحية الاجتماعية ولا القواعد الاقتصادية ولا الوجه الـحربي، التي ألـممنا بها إلـماماً في الـحلقة السابقة، فإنه يؤكد عدم الإيـمان بالعروبة كعقيدة تـجمع الأقطار العربية اللغة والـمحمدية الدين في أمة واحدة ودولة واحدة. ولكن عبدالرحمن شهبندر كان من الصنف السياسي العتيق الذي أقام حاجزاً منيعاً بين السياسة والعقيدة السلبية التي انتهى إليها ووقف عندها. فالسياسة لرجال هذا الصنف كانت ذات قاعدة شخصية بحتة، ولذلك كانوا يجرونها على معتقدات السواد من الناس الـمدعوين، مهما كانت بعيدة عن الصواب، لا على معتقداتهم هم. وهذا ما عناه، أو بعض ما عناه، زعيم النهضة السورية القومية، في البسط والإيضاح الـموجز الذي وضعه في سجنه الأول عن الأسباب التي دفعته إلى إنشاء الـحزب السوري القومي. فقد أظهر الزعيم أنّ السياسة عنده هي لـخدمة العقيدة القومية الـمشتملة على قضية واضحة جلية معينة، وليست لـمجرّد السياسة أو لقضية شخصية. العقيدة لسعاده هي الغاية، والسياسة هي الواسطة. أما رجال السياسة اللاقوميون فالسياسة عندهم هي الغاية والعقائد ليست لهم سوى وسائط، ولذلك هم يبدلونها، فيقولون اليوم بـما أنكروه بالأمس، ويغيّرون غداً العقيدة التي نادوا بها اليوم. ولذلك لم يـمكن أن تنشأ من الفوضى والبلبلة نهضة قومية.

 

إختار أكثر السياسيين السوريين الـخصوصيين العروبة أساساً لإذاعتهم، وأكثروا من الكلام على الوحدة العربية وإغراء الناس بها، ليس لأنهم يعتقدون بصحّتها وإمكان تـحقيقها، بل لأنهم وجدوا أكثر العامة السورية الباقين على معتقدات قديـمة قابلين للتأثر بها، فأكثرية الشعب السوري هي من الـمحمديين الذين حفظوا في أذهانهم صورة الدولة الدينية والـخلافة وإمارة الـمؤمنين، ولم يحيوا قط، لا هم ولا غيرهم من الـملل الأخرى، حياة قومية صحيحة. وهم لذلك أسهل انقياداً لدعوة إلى الدولة الدينية منهم إلى دعوة قومية إصلاحية ليس لهم بها سابق اختبار أو معرفة. ولـمّا لم يكن السياسيون القدماء يرمون في الدرجة الأولى إلى إصلاح عقائد الشعب وتوحيدها وإنشاء نهضة قومية صحيحة فيه، بل إلى استغلال عقائده القديـمة لـخططهم السياسية الشخصية، لم يكن يهمّهم ماذا يصيب الشعب، مع تقادم العهد، من الـمصائب بسبب بقائه على عقائد ونظريات رجعية لم يبقَ لها محل في صراع الـحياة والتفوق بين الأمـم. فكان كل همهم منصرفاً إلى بلوغ مطامحهم ومطامعهم السياسية أولاً، ثم النظر، على قدر معرفتهم وفهمهم، في ما يفيد الشعب ثانياً.

 

هذا هو سبب اندفاع سياسيين شخصيين ونفعيين مسيحيين في دعاوة العروبة والوحدة العربية، مع أنهم لا يدينون بالـمحمدية. فهم قد استخدموا العروبة والوحدة العربية كقوة إذاعية بين سواد الشعب. ولكن لا هم ولا السياسيون الـمحمديون كانوا مقتنعين بـما يقولون. ومع ذلك فقد غرروا بقسم كبير من الشعب، وحملوا عدداً من سليمي النية على الاعتقاد، بإخلاص ونزاهة، بصحة الدعوة العروبية الـمؤسسة على الدين الـمحمدي. فلا يخلو الأمر من رجعيين مخلصين في رجعيتهم الوبيلة.

 

لـمّا أسس سعاده الـحزب السوري القومي، وتولدت من مبادئه النهضة السورية القومية، ازداد فزع السياسيين الشخصيين إلى العروبة والوحدة العربية ليتخذوا منهما قوة إذاعية بين الأكثرية الـمحمدية في سورية ضد انتشار مبادىء الـحزب السوري القومي، كما فزع السياسيون الشخصيون الانفصاليون الـمتدرعون بدرع «استقلال لبنان الـمسيحي» إلى الدعوة لهذا الاستقلال «وعدم إمكان الـمسيحيين أن يحيوا مع الـمحمديين في دولة واحدة»، ليحاربوا امتداد حركة الـحزب السوري القومي بين الـمسيحيين في الساحل الأوسط الـجبلي من سورية. وكما أنّ الأكثرية الـمحمدية كان شعور عامتها ناشئاً عن النعرة الدينية، كذلك الأقلية الـمسيحية وغيرها، كان شعور عامتها ناشئاً عن النعرة الدينية. والسياسيون الشخصيون رأوا في النعرات الدينية عند العامة القوة الإذاعية الوحيدة التي يـمكن استعمالها بشيء من النجاح الوقتي، ضد مبادىء الـحزب السوري القومي القومية الـجامعة جميع ملل الشعب السوري في عقيدة واحدة توحدهم اجتماعياً وسياسياً. فالذين استعملوا النعرة الـمحمدية العروبية استعملوها رياءً لتوطيد نفوذهم الشخصي عند عامة الـمحمديين وبلوغ مراميهم الـخصوصية، وهذا هو سر هذا التحريض »العروبي» ضد الـحركة السورية القومية.

 

الـحزب السوري القومي نشأ ليكون سلَّماً يرقى عليها الشعب السوري إلى ذروة الـحياة الـجيدة. والسياسيون الشخصيون والـخصوصيون والنفعيون أرادوا أن يكون الشعب سلَّماً يرقون عليها إلى مطامحهم ومطامعهم الفردية. زعامة الـحزب السوري القومي تريد أن تقود الشعب في طريق جديدة إلى عهد جديد وحياة مثلى، وزعامات الرجعية والشخصية تريد أن يبقى الشعب حيث هو في حين تدّعي أنها تعمل على إنقاذه.

 

العاجزون عن حل مشاكل الشعب الداخلية وعن شق طريق جديدة لـحياته وارتقائه يلجأون إلى نعرات الشعب القديـمة الهدامة، ليتّخذوا منها سلاحاً يحاربون به من أوجد قضية الشعب الـحقيقية. إنه سلاح في استعماله مقدار من الفطنة العادية غير كبير كما قد يتوهم. إنه، في كل حال، سلاح العاجزين الفاشلين، الذين يظهر عجزهم في نوع السلاح الذي يلجأون إليه قبل أن يظهر في انخذالهم النهائي القريب.

 

من هذه الناحية كان دعاة العروبة في سورية حلفاء للإرادات الأجنبية في مقاومة النهضة السورية القومية، كما كان دعاة الانفصال الـمسيحي اللبناني حلفاء هذه الإرادات الـمعادية لنهضة الشعب السوري ووحدته التي يقدر بها أن ينال سيادته، ويسيطر على كل شأن يهمّه من شؤون الشرق الأدنى والبحر الـمتوسط، نظراً لـمواهبه الـممتازة وخطورة موقع بلاده الاستراتيجي.

 

إنّ الدول الاستعمارية لم تقاوم فكرة الوحدة العربية الوهمية الدينية الأساس، بل شجعتها. والدولتان «الـمنتدبتان» في سورية لم تقاوما الدعوة العروبية بل شجعتاها، لأنهما وجدتا فيها عاملاً هاماً في إحداث الانقسام الداخلي في سورية، وإيجاد الأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة والـحركات الانفصالية الـمجزئة الشعب والبلاد. فمذهب العروبة أو «القومية العربية» عند الـمحمديين كان جوابه مذهب «القومية اللبنانية» عند الـمسيحيين، ومذهب «الاستقلال الدرزي» عند الدروز. وهذا أفضل ما يـمكن أن ينتظره الاستعمار الذي انتهز هذه الفرصة ليشجع جميع الـحركات الـمتضادة في آن واحد.

 

لم تهتم الدولتان الاستعماريتان في سورية لـحركة سياسية مثل اهتمامها لـحركة الـحزب السوري القومي، فبينما رجال «الكتلة الوطنية»، الذين كانوا أحياناً عروبيين وأحياناً غير عروبيين، يسرحون ويـمرحون ويخطبون عن «الوحدة الكبرى» وتـحويل الانتداب إلى معاهدة، وبينما كان يعطى الدكتور عبدالرحمن شهبندر الـحرية التامة ليخطب في أحياء دمشق عن العروبة والوطن الديني الـممثل بالقرآن والدولة العربية الكبرى، كانت السلطة الفرنسية والـحكومات الـمحلية في لبنان والشام توجه القوات العسكرية بالسلاح والعتاد لـمنع أي تـجمهر في بيروت ودمشق لسماع خطاب واحد يلقيه زعيم الـحزب السوري القومي. ولم يقتصر اهتمام السلطة على منع الشعب في الـمدن الكبرى من سماع صوت الزعيم، بل تعدى ذلك إلى الأقضية التي لا يحدث فيها تـجمهر كالذي يحدث في الـمدن. وجميع الذين تتبّعوا حركة الـحزب السوري القومي يعرفون أمر القوات الـجندية التي وجّهت على طرطوس وعلى عماطور الشوف وعلى بكفيا الـمتن التي جرت فيها مناوشة بين القوميين والـجند وسقط فيها عدد من الـجرحى.

 

لم تـحكم الـمحاكم الفرنسية العسكرية على رجال «عصبة العمل القومي» التي شعارها «العروبة» وسعيها للإمبراطورية العربية، ولم تصدر أي حكم كالذي أصدرته على زعيم الـحزب السوري القومي ومعاونيه في إدارة الـحركة القومية على أحد من رجال السياسة السورية. أما الأحكام التي صدرت بحق عدد من الأشخاص في دمشق فعائدة إلى وجود محاولة اغتيال ضد رئيس مجلس الـمديرين وليس إلى مسؤولية حركة قومية منظمة. أما رجال «العروبة» فقد كانت السلطة تشجعهم وتطلق لهم الـحرية طالـما عملهم يتعلق بأساس فكرتهم، أي جمع كلمة الأمـم والشعوب العربية، ولا يتحول إلى عمل مختص بالشعب السوري.

 

لـماذا لاحقت السلطتان الانتدابيتان حركة الـحزب السوري القومي هذه الـملاحقة الشديدة منذ اكتشفتا أمره؟ ولـماذا تخافان من خُطَب الزعيم ولا تخشيان خُطَب «العروبيين»، حتى أنها أطلقت الـحرية لـجميع السياسيين الذين عادوا بعد إبعادهم بالـخطابة في الـجوامع والساحات العمومية، ولم تـمنع أحداً يريد التكلم على «الوحدة العربية» والدعوة إليها؟

 

الـجواب واضح: لأن خُطَب الزعيم قائمة على قضية صحيحة يـمكن بها توحيد الشعب السوري وإطلاق قوة الشباب السوري من عقالها. أما خُطَب جميع السياسيين الآخرين فهي تـحدث الانقسـام الديني في الداخـل وتـحاول جمـع الـمستحيـل في الـخارج.

 

إنّ القضية التي يحملها الـحزب السوري القومي هي قضية أمة موجودة بالقوة على أساس النواميس الاجتماعية، فأخرجها الـحزب السوري القومي من حيّز القوة إلى حيّز الفعل، بـمبادئه القومية الصحيحة التي أزالت كل سبب من أسباب التفرقة ضمن الشعب السوري.

 

الـحركة السورية القومية لم تنشأ نشأة حركة ملّية محمدية أو مسيحية أو درزية تـحاول الظهور بـمظهر شبه قومي، بل نشأت حركة قومية جامعة، دخلت فيها، منذ بدء تكوينها، عناصر من جميع ملل البلاد، فكان فيها اليسوعي وكان فيها الـمحمدي وكان فيها الدرزي. وكونها حركة ولدها فرد وجّه دعوته إلى جميع أبناء أمته بلا فارق مذهبي أزال عنها كل صفة تكتلية ملية وأوجد الضمان لعدم نشوء تكتلات ملية في داخلها.

 

في الـحركة السورية القومية لا يقول السوريون القوميون من الـملة الـمحمدية بإنشاء دولة دينية على أساس «الـجنسية الدينية» التي يقول بها الرجعيون، يعيش فيها أبناء الـملل الأخرى تـحت كنف أبناء الـملة الـمحمدية ورحمتهم وحمايتهم. ولا يقول السوريون القوميون اليسوعيون أو الدروز بإنشاء دولة دينية مسيحية أو درزية بالاتفاق مع دول أجنبية مسيحية يعيش الـمحمديون في كنفها تـحت رحمة الـمسيحيين وحمايتهم. كلا، لا شيء من ذلك. إنّ جميع السوريين القوميين يؤمنون أنهم أبناء أمة واحدة هي الأمة السورية، تـجمعهم عقيدة واحدة ومصلحة واحدة وإرادة واحدة. فهم جميعهم يريدون الـجميع أحراراً متساوين في الـحقوق والواجبات ويرفضون أن يكون بعض الأمة عبداً لبعض أو عالة على بعض أو تـحت رحمة وتساهل بعض. إنهم يخجلون من أن يروا أحداً من أبناء أمتهم غير حر متمتع بجميع الـحقوق الـمدنية والسياسية التي لهم في الدولة.

 

إنّ الـحزب السوري القومي يقول إنه يجب أن يكون لكل فرد من أفراد الأمة السورية الـحق والـحرية ليعتقد في الشؤون الـمتعلقة بـما وراء الـمادة، كالله والسماء والـجحيم والـخلود والفناء، كما يريد. ولا يطلب منه إلا أن يكون قومياً صحيحاً مخلصاً لأمته ووطنه.

 

ولكننا نرى هنا أن نقول بصورة خصوصية لا دخل للحزب فيها إنه من الـمستحسن أن يعدّ الـمسيحيون الـمدنيون أو العلمانيون، إذا لم يشأ الإكليروس، محمداً رسولاً إلهياً ودينه ديناً صحيحاً ليشعر الـمحمديون أنّ الـمسيحيين لا يكفّرونهم في دينهم ولا يحطون من قدر نبيهم، كما أنه يحسن أن يعدّ الـمحمديون دين اليسوعيين صحيحاً وأن يتركوا التأويلات التي تكفّرهم.

 

إنّ السوريين القوميين يحترمون معتقدات بعضهم بعضاً، ولا يخطر في بال أحد مدرك منهم أن يسفّه مذهب غيره الديني، ولكن ما ارتأيناه هنا هو شيء عام لا يخرج منه اللاقوميون.

 

يجب علينا أن ننهض كأمة حية وأن نزيل من طريقنا جميع الصعوبات التي تعرقل أو تـمنع نهوضنا. وأهم ما يجب أن نزيله من الصعوبات صعوبة الفتنة الدينية وصعوبة الفتنة الاجتماعية - الاقتصادية. وإزالتهما تكون باعتناق مبادىء الـحزب السوري القومي الـموحدة، لا بـمحاربة هذه الـمبادىء الـمقدسة كما يفعل الـجهال الـخالون من الـمسؤولية.

 

                                                                                                       هاني بعل

                                                                                                   للبحث استئناف

 


[1] عبد الرحمن الشهبندر. «عوامل التجانس» المقتطف ج 85 (1934) ص 7 «أصلح أشكال الحكم في العالم العربي». المقتطف ج 84 (1934) ص 395:337.      

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro