مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
الآن فرصتكم!
 
 
 
جريدة الزوبعة،بوينُس آيرس،العدد 3، 1940/9/1
 

 

كثيرون هم مواطنونا من أصحاب بضاعة الكلام، الذين يوجهون الآن إلى الـحزب السوري القومي هذا القول: «اليوم يومكم، الآن فرصتكم»، وهم يعنون أنه لـمّا كانت فرنسة وبريطانية قد انشغلتا بحرب طاحنة، وبـما أنّ فرنسة قد سلّمت ووقفت تنتظر نهاية الـحرب، فالفرصة سانحة للقيام بحركة مسلحة تنيلنا الاستقلال.

 

بين الذين يقولون هذا القول نفر مخلص، ولكنه جاهل طبيعة العوامل الكامنة أو الفاعلة وراء كل حالة سياسية أو حربية. وبينهم نفرٌ من الـمستهزئين والـمستهترين، الساخرين من شعبهم ومقدرته. وبينهم فئة من أعداء الـحزب السوري القومي الألدَّاء ذوي النفسية اليهودية الذين حاربوا النهضة القومية وصلبوا قضية الشعب السوري، ثم وقفوا يقولون للحزب السوري القومي: «إذا كنت أنت حزب الشعب السوري فاظهر عجائبك فخلِّص الشعب الذي صلبناه بأيدينا!»

 

أما أنّ هذه الـحرب قد قدَّمت فرصة جديدة لقضية سورية فهو ما كان قد رآه زعيم الـحركة السورية القومية منذ سنتين. ولكن سنوح الفرص لا يكون شيئاً إيجابياً إلا إذا استتب له شرط أساسي هو الاستعداد والتأهب لاغتنامها، ولقد مرَّت في الـحرب العالـمية الـماضية فرصة أعظم من هذه، ولم يـمكن الاستفادة منها لغفلة الشعب وعماوة الـمتزعمين.

 

وإننا نوجه إلى الـمخلصين من القائلين «الآن فرصتكم» هذا القول:

 

إذا كنتم تتكلمون بإيـمان وتقصدون حقاً إنقاذ أمتكم وتـحرير وطنكم، فدعوا الكلام واقبلوا على العمل وبرهنوا أنكم جنس شريف يتضامن أفراده في مصلحته العامة، ويقدمون على الأعمال الـمجيدة. وإنّ قولكم «الآن فرصتكم» لا يفيد شيئاً لأنه تنبؤ بأمر قد حصل ورآه الناس طراً. ليس الآن وقت إدراك أنّ الفرصة سانحة. بل كان من اللازم إدراك دعوة سعاده إياكم إلى توحيد صفوفكم في النهضة القومية وتلبية ندائه لاغتنام الفرصة الـمقبلة الذي وجّهه إليكم بصورة علنية صريحة واضحة منذ سنة 1934، وهذه الفرصة التي تقولون أنتم الآن إنها موجودة هي الفرصة عينها التي تنبأ سعاده سنوحها منذ سنة 1930، ثم وجّه نداءه للتأهب لاغتنامها سنة 1934.

 

صحيح أنّ الفرصة سانحة ولكن هذه الفرصة ذات طبيعة معقدة بالأسباب الوضعية الداخلية والـخارجية. فذيول «الاستقلال» الذي جلبه «الكتليون» للشام على صورة ورقة موقعة في باريس، وجلبه إميل إده وخيرالدين الأحدب على الشكل عينه للبنان، وخدع الشعب في الوطن والـمهجر بأن الاستقلال قد تـمَّ، وأنّ الشعب قد نال أمانيه، ولم تبقَ حاجة لعمل الـحزب السوري القومي. وذيول ثورة سنة 1936 في فلسطين وتدخّل «ملوك العرب» في تلك السنة لتجريد الثورة من سلاحها من أجل الـمساومات الـموجودة بين أولئك «الملوك» وبريطانية العظمى، وحرب العصابات الصغيرة سنة 1937، إنّ الذيول النفسية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية لهذه الـحوادث، مضافاً إليها تزاحم الـخونة على خدمة الـمطامع الأجنبية في سورية، وعملهم الواسع باسم «العروبة» حيناً، وحيناً باسم «الوطنية» وطوراً باسم «الـحرية» وتارة باسم «استقلال لبنان»، كل ذلك يجعل الـحالة الداخلية معقدة تعقداً لا تكون مهمة سهلة محاولة اغتنام الفرصة قبل تخفيف قسم كبير منه. وهذه الـحالة الداخلية عينها تصعب الوجهة الإنترناسيونية من القضية السورية. ففي مثل هذه الـحالة تطمع الدول الطامحة في اغتنام فرصة تضعضعنا الداخلي فتمد يدها في شؤوننا الداخلية وتصبح ذات شأن داخلي بواسطة عمالها ومذيعيها من خونة شعبنا. وهكذا تـجد كل دولة ذات مطامع فينا مـمثلة بنفر من «أصحاب الـمكانة» الروحية أو الـمادية في البلاد. فبريطانية لها عمالها «العروبيون» الذين يضربون على وتر «الإمبراطورية العربية» بـمساعدة بريطانية ولـخدمة أغراضها. وأهمها في هذه الـحرب جمع كلمة الأقطار العربية ضد ألـمانية وإيطالية. ومحور برلين ــ رومة له عمال على نوعين: نوع عام يستخدم لغرض وحيد هو غرض القضاء على بريطانية العظمى وربح الـحرب. فهذا النوع مكلف باستخدام خيال «الإمبراطورية العربية» عينه الذي يستخدمه عمال بريطانية، والقصد منه حمل جميع الأقطار العربية على الانتقاض على بريطانية تـحت ستار تـحرير جميع هذه الأقطار وإنشاء «إمبراطورية» منها وخيال الـجامعة الإسلامية. ونوع خاص هو النوع العامل في الشؤون الداخلية في سورية وغيرها ليهيىء للسياسة الإيطالية تنفيذ خططها الإمبراطورية. ومنه فئة تعمل للسياسة الألـمانية الاقتصادية. وتركية لها عمالها الـمنبثون في الأوساط السورية الذين يؤكدون «للأكثرية» أنّ الالتجاء إلى الـحماية التركية هو خير حل وأفضل حالة تؤمنها من الوقوع فريسة لدول «كافرة»، وعمال فرنسة مشهور أمرهم، والسياسة الـمكلفون بتمهيد سبلها هي سياسة تفسيخ الـمنطقة الـمشمولة بالانتداب الفرنسي على أساس الدين وإثارة التعصبات الدينية.

 

ونقول للمستهترين والـمستهزئين: إذا كنتم لا تؤمنون بنهضة، ولا تعتقدون بحقيقة شيء، فاخرسوا ولا تتكلموا، لأن الساعة التي ينقلب فيها كلامكم عليكم قد لا تكون بعيدة البعد الذي تتصورونه!

 

ونقول لأعداء الـحزب السوري القومي ذوي النفسية اليهودية: إنّ فرصة إنقاذ الشعب منكم ومن نفسيتكم سانحة ولا مفرَّ لكم من الهلاك الـمحدق بكم!

 

إنّ صعوبات النهضة السورية القومية كثيرة وقد ذكرها الزعيم في خطابه أول يونيو/حزيران سنة 1935 ولكن هذه الصعوبات لن تـحول دون الـحركة السورية القومية.

 

أما ساعة العمل الفاصل فالذي أوجد البعث القومي يوجدها.

 

إنّ ساعة العمل هي الساعة التي يعلنها الزعيم، البصير بحالة الشعب ووضعية الأمم، الساهر على القضية القومية. فليعمل الـمخلصون الواثقون بـمصير أمتهم الصالح وليترقبوا الساعة وهم عاملون!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro