مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إعتقال أركان قوميين تحرّج الحالة في الوطن
 
 
 
سورية الجديدة،سان باولو،العدد 40، 1939/11/25
 

نحن الآن في الموقف الذي تنبأت عنه المقدمات التي نشرتها سورية الجديدة في أعدادها الأولى. فكل ما ورد في رسائل مراسلنا في بيروت عن الاستعداد والتأهب لمعركة شديدة بين الحزب السوري القومي والسلطة الأجنبية قد أصبح الآن أمراً واقعاً، وها المعركة قد ابتدأت ولكنها لا تزال في أوائلها. وفي رسالة مختصرة من بيروت بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يقول مراسلنا: إنّ السلطة الأجنبية يئست من الوصول إلى المعلومات التي حاولت الوصول إليها وتتعلق بقوات الحزب السوري القومي المسلحة واستعداداتها. وفي بعض الدوائر الحكومية المقربة، يدور أنّ السلطة حصلت من الخارج على بعض كتب تمكنت جاسوسيتها من الحصول عليها. ويقول أحد رجال هذه الدوائر إنّ هذه الكتب لا تكفي للتجريم أو لمعرفة شيء حقيقي عن استعدادات الحزب وخطته. وتدور إشاعة في بعض الأوساط أنّ «الوكالة العربية» المأجورة لمصلحة سياسة أجنبية معيّنة، عملت بإيعاز هذه السياسة ولفقت خبراً عن زعيم النهضة القومية يقول إنه موجود في برلين ويعمل في محطة إذاعة برلين لمصلحة ألمانية. وظهر أنّ القصد من إذاعتها أن تكون ذريعة، في هذه الحالة الاستثنائية، للقبض على أركان الحزب السوري القومي لأجل التحقيق معهم في هذا «الدليل» الجديد على العمل الذي يقوم به الحزب لمصلحة دولة أجنبية. على أنه ليس بخافٍ على الخبيرين بأحوال السياسة عندنا والعارفين حراجة الموقف الذي تقفه كل من الأمة السورية والدولتين الفرنسية والبريطانية. إنّ هذا «التحقيق» الجديد ليس سوى حجة لتوقيف عدد من أركان الحزب السوري القومي، لأن السلطة تخاف خوفاً شديداً أن يفاجئها هذا الحزب المنظم بضربة قد تكون القاضية. ففي حين ترى المفوضية الفرنسية أنّ جميع التكتلات والتحزبات والفئات السياسية الكلاسيكية قد قدّمت خضوعها وولاءها للتسلط الأجنبي، تأتيها الأخبار والتقارير السرية، أنّ الحزب السوري القومي لم يتزحزح عن الموقف الذي أعلنه الزعيم في 31 مايو/أيار الماضي بنداء وجّهه إلى السوريين القوميين والشعب السوري ووزعه الحزب في يونيو/حزيران الماضي، وفي هذا النداء التاريخي يتنبأ الزعيم بوقوع حالة الحرب ويطلب من القوميين أن يكونوا مستعدين للتحرك بنظامهم وقواتهم متى صدر الأمر. وقد لاحظت الحكومة في الأشهر الأخيرة أنّ الحزب السوري القومي يعمل ليل نهار بنشاط غريب لتنفيذ تعليمات الزعيم الواردة في ندائه المذكور. وقد مضى على توقيف عشرات النافذين في الحزب السوري القومي أيام ولكن الحكومة لم تتوفق إلى المعلومات العسكرية التي تريدها. وسعيت للاطلاع على ما توصلت إليه السلطة من هذا التوقيف، فقابلت أحد المحظيين وحدثته في هذا الأمر فأدلى إليَّ بما يفيد أنّ الحكومة لمّا تدرِ مبلغ فائدة هذا التوقيف الاحتياطي وما هي الوقاية أو القيمة الحقيقية لهذا التدبير. وقد علمت من أحد القوميين المطلعين أنّ المكتب الثاني في دائرة أركان حرب الجيش الفرنسي، أي المكتب المختص بالاستخبارات والجاسوسية العسكرية قد أعلن مكافأة كبيرة لكل جندي أو ضابط يدل المكتب المذكور على وثائق تثبت ارتباط بعض القواد والضباط في الجيش بالحزب السوري القومي، وإنّ هذا المكتب كلّف ملازماً في «القناصة اللبنانية» بأعمال التجسس لمعرفة القواد والضباط القوميين، وعدد الوحدات التي يحتمل أن تعمل بأمر الزعيم. وهذا الملازم هو أحد الذين انضموا إلى الحزب ثم وقعت الشبهة عليه فخاف العاقبة ووضع نفسه تحت تصرّف المكتب الثاني الفرنسي ولكن استخبارات الحزب كانت سريعة فاكتشفت أمره ولم يعد للمكتب الثاني الفرنسي فائدة من استخدامه. إنّ الشعب قد فقد كل ثقة بالرجال الذين سمّوا أنفسهم «مجاهدين» وكان اليأس قد استولى عليه عندما رأى أن جميع السياسيين الكلاسيكيين الذين أيّدهم في الماضي قد تخلوا عنه في وقت محنته، كما تخلى الرفيق الجبان عن رفيقه حين فاجأهما الدب في البرية وهي الأقصوصة الرمزية لطولسطوي. ولكنه أخذ يدرك الآن أنّ رجال الحزب الذي قامت الدعاوة الأجنبية تحاربه بكل قوّتها، هم الرجال الذين عوّلوا على الوقوف معه حتى النهاية. ولقد كان لموقف الحزب السوري القومي الفضل في إنقاذ الشيء الكثير من المعنويات التي تضعضعت من جراء هذا الانهيار «الوطني». وشيء واضح بقي في الأذهان هو أن يتخلى عن الرجال الذين تخلوا عنه في وقت شدته وأن يتجه نحو الحركة القومية التي لم تتخلَّ ولن تتخلى عنه. لا أدري متى تصل إليكم رسالتي هذه، لأني أرسلها بطريقة خاصة ولكني واثق من أنها تصل لأنها لن تمرّ بقلم المراقبة.

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro