مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
المعرض السياسي الإكليركية تهاجم الشيوعية «حزب جديد يطل رأسه من البرلمان اللبناني»
 
 
 
النهضة،بيروت،العدد 1937/12/9، 48
 

طلعت جرائد البارحة على الناس وفيها أنّ بعض النواب اتفقوا على تأليف فرقة حزبية جديدة تدعى «فرقة الاتحاد الوطني» تعمل على إنشاء حزب سياسي في لبنان باسم «حزب الاتحاد الوطني» يستهدف ثلاث غايات:


1 - المحافظة على استقلال لبنان ودستوره.
2 - العلاقات الودية بين لبنان وحليفته فرنسة.
3 - الدفاع عن المعاهدة وتنفيذها والسير بلبنان في سبيل الاستقلال التام.


هذه غايات الحزب «الوطني» الجديد. وهي، كما ترى، ليس فيها من الاتجاهات القومية أو السياسية شيء جديد، فجميع الأحزاب التي تألفت في لبنان منذ الانتداب إلى اليوم، كانت تستهدف هذه الغايات «الاستقلال التام» «الدستور» «العلاقات الودية بين فرنسة ولبنان» «الوطنية»، والشيء الجديد في برنامج الحزب هو «الدفاع عن المعاهدة وتنفيذها»، والمعاهدة لم تكن يوم كانت تقوم الأحزاب في لبنان، كذلك لم تدخل المعاهدة في برامج الأحزاب العتيقة.


طلع علينا هذا الخبر الجديد، والإشاعات تملأ الأوساط من أنّ بعض المراجع الإكليريكية تسعى لتشكيل أحزاب جديدة تقوم مقام الأحزاب المنحلّة، لها صبغة اشتراكية تمكنها من العمل دون أن تستهدف الحل والملاحقة، تضرب بعصا الجبهة الشعبية القابضة على زمام الحكم في فرنسة.


وصرّح مرجع ديني كبير من أنّ «الكتائب اللبنانية» تفكر بالعمل تحت اسم غير اسمها الأول، وها هو اليوم السيد توفيق لطف الله عواد يعلن في خطابه لصاحب الغبطة البطريرك الماروني أنّ لجنـة مـن رؤسـاء الجمعيـات المنحلّـة ستؤلَّف للاهتمام بأمر هذه الجمعيات.

 

ويظهر من كل ما تقدم أنهم يفكرون جدياً بتشكيل أحزاب جديدة تقوم مقام الأحزاب المنحلّة، وليس في الأمر غرابة، فالفئات التي ساءها اضمحلال تلك المنظمات الطائفية التي كانت تبوق لها في المآتم والأعراس، في الكنائس والشوارع، لن تسكت عن الأمر حتى تعود تلك المنظمات إلى ما كانت عليه، لتُغرِق البلاد في فوضى وتقود البلاد إلى الخراب.


فأين هو مركز حزب «الاتحاد الوطني» من هذه الأحزاب؟


قلنا إننا لم نستغرب اهتمام الأوساط الإكليريكية بتأليف هذه الأحزاب من جديد تحت برامج تخفي غير ما تعلن، لأن الإكليريكية في كل مكان وفي كل زمان كانت تستخدم الجماعات بتأثيرات دينية لتنفيذ مآربها الخفية ولضرب خصومها حين تدعو الحاجة.


ولكن المستغرب في الأمر أن تسعى الإكليريكية نفسها لتشكيل أحزاب اشتراكية.


نحن نعرف أنّ الإكليريكية والاشتراكية كانتا خصمين لدودين، فحيث كانت الاشتراكية قوية كانت الإكليريكية تحت الضغط، وحيث كانت الإكليريكية قوية كانت الاشتراكية تحت الضغط كذلك.


وتصادمت الفكرتان في جميع النواحي فقامت بينهما حرب طاحنة لم تسلم فيها الرؤوس من الجانبين وسلّطت الإكليريكية عليها مدافع البراءات، فرمت المنتمين إليها من جنة الله وفردوسه ونعمة الله وبركتها، ولقد وصل إلينا خبر عن هذه البراءات في الكرّاس الصغير(1) الذي أصدره الخورأسقف لويس خليل بوطقه من زحلة سكرتير جريدة البشير يوم قام يهاجم النهضة القومية في البلاد ويهول على المؤمنين من المسيحيين بشبح البراءة التي تحرّم على المؤمن الانتساب إلى الجمعيات التي تعمل في الخفاء لمحاربة السلطة الدينية والمدنية.


هذا ما نعرفه نحن عن العدوتين الأبديتين «الإكليريكية والاشتراكية» فما الذي حدث حتى رأينا الإكليريكية في لبنان وهي فرع من الإكليريكية في العالم، تهادن عدوتها الكبرى لتعمل تحت لوائها وتنشر بنفوذها مبادئها بين المؤمنين من أبناء الرعية وتطوبها قديسة يتبرك المؤمنون بأذيالها؟

 

نحن نعرف أنّ الإكليريكية ما ارتمت في حضن الاشتراكية إلا لتستثمر نفوذ الجبهة الشعبية في فرنسة التي تعطف على الأحزاب الشيوعية في بلادنا وتشجعها.
وعملاً بالبراءة البابوية التي صدرت في كرّاس الخورأسقف لويس خليل تكون بعض المراجع الإكليريكية الكبيرة في البلاد محرومة من جنة الله وفردوسه ومن نعمة الكنيسة وبركتها.

 

(1) مؤامرة على الدين والوطن: الحزب السوري القومي. بقلم الخوراسقف لويس خليل، المرسل البطريركي الماروني.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro